بداية، لاشك أننا كيمنيين نأسف لصدور القرار تحت البند السابع الذي يفرض وصاية على اليمن، ويجعلها مستباحة لدول مجلس الأمن، ولكن معلوم أن القرار الصادر اليوم يأتي ضمن سلسلة قرارات سابقة سعى تيار سياسي يمني لاستصدارها في سياق حربه ضد علي صالح منذ 2011م واستخدموا كل قوتهم وعلاقاتهم المشبوهة مع دول أجنبية للحصول على تلك القرارات، وتعتقد قيادات ذلك التيار السياسي أن تلك القرارات ستسهل وصولهم إلى كرسي السلطة، غير مدركين أن القرارات الصادرة لم تستهدف شخص علي صالح، بل تستهدف اليمن أرضاً وإنساناً، ولعلهم يتذكرون ما جرى في 2014 عند توسع جماعة أنصار الله في عمران ودخول صنعاء، ووقوفهم عاجزين عن مواجهة ذلك التوسع، وصرحت قيادات ذلك التيار أنهم هم، دون غيرهم، المستهدفون بقرارات مجلس الأمن، وعاشوا في حالة رعب تام من إدراج لجنة عقوبات الأممالمتحدة أسماءهم ضمن المعرقلين للتسوية وفرض عقوبات عليهم وعلى أنشطتهم السياسية والاجتماعية، وأن الحرب تستهدف تيار الإسلام السياسي. ونؤكد هنا أن على قيادات ذلك التيار السياسي الديني أن يدركوا جيداً أن السياسة لعبة قذرة تتغير بين حين وآخر وفقاً لمصالح الدول الكبرى، وليس أدل على ذلك من موقف المملكة منكم بالأمس وإعلانها أنكم جماعة إرهابية محظورة، واليوم تظهر لكم المودة والصداقة..
على حزب الإصلاح أن يدركوا جيداً أن قرارات مجلس الأمن، التي سعوا لصدورها وطبلوا لها وقدموا المعلومات المضللة لاستصدارها، لم تضع علي صالح تحت البند السابع، بل وضعت اليمن كدولة، وأن عليهم مراجعة حساباتهم قبل فوات الأوان، ويدركوا أبعاد تلك القرارات على المستقبل القريب والبعيد.. ويكفي تحريضاً ضد اليمن، يكفي تأييداً للعدوان على اليمن، يكفي عمالة وخيانة وتنازلاً عن السيادة. أين وطنينكم وغيرتكم على اليمن؟! لن يرحمكم التاريخ، وستلعنكم الأجيال القادمة. كفى تعرياً أمام الدول.. اليمن وطن الجميع، والعداء لأشخاص لا يجعلكم تتجردون من القيم والأخلاق والمبادئ، تتحدثوا عن عمالة أنصار الله لإيران؛ لأنهم وقعوا بعض الاتفاقيات الاقتصادية معها في الوقت الذي عملتم كجواسيس وعملاء لأمريكا وآل سعود، ولديكم استعداد للتحالف مع اليهود والشيطان نفسه لتصفية حسابات شخصية وسياسية مع علي صالح، الذي ترك السلطة وأصبح مجرد مواطن يمني، لكنه أثبت أنه أشرف منكم وأكثر وطنية وأخلاقاً، وصاحب مبادئ، يكفي أنه عندما وقع على اتفاقية الحدود مع السعودية اشترط لصحة الاتفاقية ونفاذها أن يوقع عليها ثلاثة رؤساء منتخبين بعده حتى لايلعنه التاريخ أو يتهم بالعمالة والخيانة، وأقسم هنا أنه لو كان رئيس الدولة من تياركم لباع كل الأراضي اليمنية بيعاً نافذاً واستلم ثمن الخيانة!!
واليوم، أنتم تبيعون الوطن بأبخس ثمن، وتؤيدون العدوان وتتمنون الغزو البري لليمن!! أنتم يا هؤلاء بمواقفكم تجردون أمكم اليمن من ملابسها أمام دول العالم، وتتفاخرون بذلك دون خجل أو حياء أو غيرة، وطالما وأنتم أصحاب فكر ديني فتذكروا جيداً حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (من أعان ظالماً على ظلمه سلطه الله عليه)، وسيأتي اليوم الذي تلعنون تاريخكم الأسود، ويلعنكم الشعب والأجيال القادمة، عندما لاينفع الندم..