التعامل البسيط أكثر عمقا من التعامل المعقد الذي يغطس بلا عودة .. تعاملوا بتعقيد مع أسطورة عفاش و كان بإمكانهم التعامل ببساطة مع حقيقة علي عبدالله صالح .
تعاملوا بتعقيد مع مجمل القضايا و المشاكل و كان بإمكانهم استخدام إكسير الاتزان في التعامل و إيجاد الحلول و المخارج .
تعاملوا بتعقيد مع الحوثيين و شبكوا حابل المذهبية بنابل المناطقية و نفثوا في العقد ما استطاعوا من مآتآت المجوسية و الرافضية و استدعاء عبدالله بن سبأ ثم استدعاء ألف سنة من حكم الأئمة ثم استدعاء آيات إيران و خلطوه باغتيالات أخذت المعتدلين أمثال جدبان و شرف الدين .. و حتى د. محمد المتوكل ذاك الذي وصل إلى مرتبة عالية في تجويز حكم غير المسلم للمسلم بمعنى أنه تجاوز الآل و قصص قريش و العروبية و الخلافة و الإمامة .. حتى هذا أخذوه دما مسفوكا .. و كان بكل سهولة يمكن التعامل مع أنصار الله .. مع المواطن اليمني .. مع الإنسان اليمني الذي تعرض لقمع تعرض لمثله منتسبون لتنظيم القاعدة عندما كانت الأجهزة الأمنية تداهم حرمات منازلهم بكثير من الإستباحة ثم الاعتقال بذنب ابن أو شقيق و تمريغ المعتقل بين صنوف القهر ثم إطلاقه فيذهب إلى التنظيم بقدميه و هو من كان لا يعرف عنه إلا ما يسمع . تعاملوا مع شباب في عمر الزهور بإطلاق الرصاص في التظاهر عندما صار التظاهر حراما كونه لم يمر على بابهم العالي ليستأذن منه كما مرت تظاهرة أمام السجن المركزي لتخرج متهمين في قضية جنائية فيما تظاهرة أمام الأمن القومي تجابه برصاص تضامن معه أرباب الادعاء الحقوقي بل و ملحوا تصامنهم بادعاءات زائفة بأن المتظاهرين مسلحين رغم أن القتل فيهم .. و لم يتم التعامل ببساطة مع تظاهرة كان يمكن أن تنتهي بسلام ، و لا باتزان كان يجب أن يكون صارما مع سجين جنائي تم خلط أوراقه سياسيا و إطلاقه وفب الهوى السلطوي الحزبي الحاكم .
تعاملوا بصرامة معقدة تنفي إفسادهم و عبثهم و استمرار حجبهم للمجرم الحقيقي في مجازر القاعدة و أخواتها و دافعوا عنها و نافحوا و رموا بالأبصار نحو خصم لدود رائحته فائحة فوق اللزوم لمجرد أن غاياتهم كانت غطاء فوق غطاء على سلوكهم السلطوي الحزبي النهم الجشع المطرز ببشاعة الدجل بأنهم ثاروا على نفس السلوك عندما كان صادرا من غيرهم .
تعاملوا بتعقيد .. خونوا .. أقصوا .. فجروا في الخصومة و استدعوا السعودية بعد سيول من التقارير و شغل الإعلام بأن صنعاء صارت طهران و بأن آيات قم تبيت في صعدة و تصحو في ذمار و تتهيأ للاغتسال في صهاريج عدن .
عقدوا المشهد لأنهم لا يملكون البساطة .. و لأن نفوسهم لا تعرف غير خلق الاشتباكات و استنفار كل ما يغذيها و يدميها .. و لم يكن التحريض البغيض الذي اشتعل في كل زاوية سوى إفراز لتلك التعقيدات التي تستثني ذاتها من كل سيء سياسي و تاريخي و جهوي و مذهبي و عقائدي و سلوك سلطوي و دموي .
تعاملوا بنفس التعقيد بل و بأكثر منه .. التعقيد الذي كانوا يقولون أنه سبب قضايا صعدة و الجنوب .. و إذا بهم يتبنونه بل و يوقرونه أحمالا و أحمالا .. و لا يزالون في رؤاهم العمياء التي يقدمونها تحت عناوين الحلول يتبنون مزيدا من يا هامان ابني لي صرحا . كانت البساطة تناديهم بأنها لكم و عليكم لكنهم أبوها .. و كانت البساطة تخطب فيهم بأن لا مناص من عيش التجاذبات و لكن ينبغي تشذيبها في كل الميادين لا في ميادين محددة تلك التي يرونها ميادين غيرهم .
و ما تزال البساطة ترفع عقائرها بأن لا مناص من الاعتراف بالآخر و بحقه و بوجوب توقف التحريض عليه و الاشتغال عليه و التوقف عن المخاتلة التي لم تنتج غير الوهم .. تلك المخاتلة التي مهما فعلت فلن تشفي غليلها كون الأوطان و البدايات الحقيقية لا تبنى على ظلمات بعضها فوق بعض .. ظلمات شفاء الغليل .
هذا التعقيد تقوده حفنة صراعية تحسب نفسها طبقة سياسية .. حفنة تتبنى التوغل في المجهول و في إستثارة أشكال الأحقاد .. حفنة لم تتفق حتى اللحظة حتى على تسوية الماضي ببنها البين كونها طرفا واحدا منذ سنوات قبل تسويته بينها و بين غيرها فكيف يمكن لهذه الحفنة التي تستنبت الجمر من تحت الرماد أن تمضي قدما ؟! ..
مؤكد لا يمكنها بدون حبال المشاجب و التحريضات و اللعب بأي شيء و كل شيء ، ثم بعد أن تفشل تذهب إلى قصص ألف ليلة و ليلة حول دهاء فلان و مكر الدولة الفلانية .. و كلها حظوظ ساقتها الأقدار بفعل مضخة الحقد الغبي لهؤلاء .