التعزيزات الحربية السعودية الهائلة في منطقة جيزان، ليست مصممّة للدفاع عن المدينة الحدودية الصغيرة. وكل هذا الحشد من القوات لا يشير، بكل يقين إلى وجود خطر من مجرد ( مليشيات متمرّدة) عند الجيران، يتعيّن السيطرة على تمرّدها. إن منظر الحشود الهائلة يؤكد الحقيقة الوحيدة التي يمكن رؤيتها بالعين المجرّدة: هذه هي حشود المرحلة الأولى من حرب بريّة واسعة النطاق.وكل منْ يزعم أنها للدفاع عن منطقة عسير ، يساهم في خداع الرأي العام. المؤكد أنها المرحلة الأولى وحسب من حرب بريّة طويلة ومريرة لاحتلال اليمن.
لقد بدأت الحرب البريّة الآن، والآن فقط. هذا يعني أن المنطقة برمتّها باتت في قلب اشتباك حربي قد تصعب السيطرة على تداعياته. لقد وصلت رسالة السكود اليمني في خميس مشيط؛ ولكن بدلاً من فهمها بتعقل، وتهدئة واحتواء التداعيات،سنرى حرباً واسعة النطاق.
سوف تندفع القوات السعودية بآلتها الحربية في جبهة جبلية وعرة وقاسية. وسوف تواجه بكل تأكيد بمقاومة ضارية. كل هذا سنراه في المرحلة الأولى من الحرب البريّة. قتال شرس وعنيف ودمويّ.
لقد اتخذت المملكة قرارها الانتحاري. أن تذهب للحرب البريّة منفردة. وليس أمام اليمنيين في هذه الحالة، سوى الدفاع عن بلادهم. لكن، ثمة سؤال- في الرياض- لا جواب له : ماذا عن اليوم التالي من تنفيذ قرار الحرب البريّة؟ كم هو عدد القتلى؟ ما حجم الخراب؟ كم من وقت للموت؟
لقد بدأت الاستعدادات الفعلية للحرب البريّة. وهذه الحشود العسكرية الهائلة ليست من طبيعة دفاعية. انها آلات هجوم. للاسف، لا نملك اليوم سوى التذكير بالماضي: لقد غطس صدام حسين في وحل إيران ثماني سنوات انتهت بتحطيم العراق، فماذا يحدث للسعودية إذا ما قررت مناطحة صخور اليمن؟
بالنسبة للعراق، انتهت الحرب ضد إيران، باحتلال اجنبي، ثم بتفجرّ صراعات طائفية وبتعاظم مخاطر تقسيمه وتمزيقه. فماذا عن ناطح الصخور إذن؟
في المثيولوجيا الإسلامية الشعبية ينكسر قرن الشيطان عند صخرة.