جماعات العمل السلطوي المسمى سياسي والعاملة تحت الغطاء الديني والمناطقي وأيضاً الأيديولوجي اليساري الثابت على يباسه، كلها جماعات ناتجة من ثقب واحد.. ثقب الأحادية والبحث عن السلطة بأي شكل.. بالتحالف مع فاسدين.. مع قتلة.. مع عدوان خارجي.. مع آلات التحريض الطائفي.. مع وسائل الإقصاء المتعددة.. مع مراكز تنفذ قذر.. مع تسييس وتحزيب وظيفة الدولة وتحزيمها لتكون راقصة للجماعة أو المجموعة.. مع مع بناء المؤسسات الخاصة التي يتم استغلالها من أجل الجماعة.. مثل المسجد والجمعية الخيرية والمدرسة والجامعة والنقابة المهنية وغيرها.. ومع حملة السلاح عندما يكون الحامل متأبطاً رايتها.. وأيضاً مع الرئيس.. أي رئيس سيعطيها امتيازات خاصة وسيتحالف معها ضد خصومها وسيحمل معها شعلة المشاجب والتبريرات لإفسادها وعبثها وجرائمها. هذه النفسية والسلوك يرفضان مراجعة خطاياهما وترفض النظر إلى أنها حتى الآن لا تشتغل سياسة وإنما هي غارقة في العمل الميليشوي متعدد الأشكال والطرق والوسائل وإن أنكرت وإن فشلت وإن جاء ما يشبهها وغلبها وتفوق عليها.. ولهذا ستبقى لا تحصد غير الحسرة وتكوين خزانات إضافية للفشل الباحث عن منفذ لطموحه السلطوي المبني على محو الآخر وتحقيره وتخوينه ولكن تخوين من نوع خاص مخالف لكل مألوف بشري له قيمة.. فالارتضاء بعدوان خارجي أعلى درجات الخيانة، لكن عندهم الرافض للعدوان هو الخائن.
شيء آخر مهم جداً.. أن هؤلاء يرفضون تماماً الاعتراف بالقواعد الأصيلة للتغيير الحقيقي ولبناء الدولة، وهي المسماة بالقواعد العمياء.. تلك التي تعمل بشكل عام لا خاص وبدون استثناء وبدون تفصيل بمقاسات معينة.. والسبب بسيط جداً.. أنهم يؤمنون فقط بقواعد مستبصرة.. ترى فساد غيرهم ولاترى فسادهم.. ترى طائفية غيرهم ولا ترى طائفيتهم.. ترى دماءها فقط ولا ترى دماء غيرها.. ترى هتك غيرها ولا ترى هتكها.. ترى خيانة غيرها ولا ترى خيانتها.. ترى جشع غيرها للسلطة ولا ترى جشعها.. وفوق ذلك قواعد ترى رؤيتها الثابتة في المشاجب وتعفيها من اشتغالها المحموم على التحريض.
من أجل ذلك.. سيبقون في مواضعهم والحركة الوحيدة التي تصدر عنهم لن تتجاوز الانبطاح كما الحاصل الآن باتجاه السعودية والتي مهما طال الزمن أو قصر فستحتقر مستقبلاً هؤلاء الذين يبيعون بلدهم لها ويحاولون التأنق بالمال والنعل السعودي والذي له تجاربه في المنطقة، لكن أنى لأعمى الحقد أن يبصر.