لذلك النوع من "الصحفيين" القابعين في الخارج إن "الكلمة" الحرة هي التي تتحمل مسؤوليتها. اما الكلمة الخالية من المسؤوليات، فإنها تفقد معنى الحرية، وتصبح كلمة فوضوية وعلى الأقل فإنها تدعو للفوضى. لاتعتقدوا أن ما تقدمونه، عبر الفضائيات، حرية "كلمة"، كون الحوثيين وغيرهم يمنعونكم من الحديث في الداخل، أو هم من اضطروكم للهجرة الى الخارج، فتلك حجج باهتة كثرت وكثر تداولها. وهذا ليس موضوعنا، فتصرفات الحوثيين تجاه الصحفيين خاطئه بالتأكيد، ولكني هنا أتحدث عن مسؤولية الكلمة، واذا كنتم قد هربتم فارين بجلودكم، فيفضل صمتكم عن ادعاء الحرية في الكلمة ودعوة الناس لفعل ماهربتم من طاقته... الحقيقة كل الحقيقة لاتخرج من اطار يقول ان : "الكلمة" تكون غالية وذات قيمة حين تكون تحت الخطر وتفقد قيمتها ''الكلمة'' وتصبح رخيصة حين يزول الخطر او لايساورها الخطر وتكون هنا "كلمة" فارغة لانها نابعة من فراغ "حر" حولها . تذكروا وانتم تبررون للخارج بقصف بلادكم كم هي مؤلمة تلك الاتهامات التي يصبها المواطن اليمني عليكم مهما تنافختم شرفا لايمكنكم بلع مرارة اتهامكم بالخيانة مهما ابتسمتم فإنكم في قرارة انفسكم مؤمنون بصوابية الاتهامات الموجهة لكم.. وهذا ليس موضوعنا الان.. بل ان محور حديثي لكم هو عن حرية الكلمة.. تذكروا ان الكلمة الصحفيه المسؤولة هي من تأتي من الداخل ومن تحت الخطر وتحت النار ويتحمل الصحفي تبعاتها.. كما يفعل زملاء كثر من بينهم على اسماء كثيرة لا اتذكرها هنا. تأتي كلمتها من تحت النار وقرب الموت وعلى الشوك تتكلم ألسنتها بالكلمة الحرة، مدركين المسؤولية في كامل تجلياتها.. أعني بالضبط مسؤولية الكلمة التي ينطقون بها سواء ضد هذا الفريق او ذاك. او العكس تماماً. لقد سقط الكثير في اختبار الكلمة والحرية والاستقلالية وكان عنوان السقوط هو الهجرة للخارج، ثم التشدق بكلمات لاتنم عن حرية وانما عن فوضى غير مسؤولة. او بالدعوة للاقتتال وتحريض البعض للقتال بدعوى المقاومة والنخيط البدوي المستعار على ألسنتكم...