نشرت صحيفة "بوستن جلوب" الأمريكية، مقالا للسفير الأمريكي الأسبق في اليمن، ستيفن سيش، تحت عنوان "تدمير اليمن يكلف التحالف الأمريكي- السعودي". مشيراً إلى أن الحرب على اليمن نسيها الجميع، وظلت أخبارها مدفونة تحت عناوين قاتمة حول سوريا والإرهاب والمهاجرين في الشرق الأوسط. يؤكد السفير الأمريكي، أنه "بعد ما يقرب من عام، استمرت الغارات الجوية السعودية، تعيث فساداً على البنية التحتية الهشة في اليمن وترويع السكان المدنيين". ويقول السفير ستيفن سيش: "للأسف، القاعدة في جزيرة العرب يزدهر هذه الأيام". وتابع: "في حين أن التحالف الذي تقوده السعودية، يركز بشكل خاص على "دحر الحوثيين"، في الوقت نفسه، القاعدة في جزيرة العرب شن هجمات ضد أهداف يمنية يضبط ويسيطر على الأرض، ومن المتوقع أن يستمر في التخطيط للمزيد من الهجمات الخارجية مع الإفلات من العقاب". ويكتب سيش: "هناك، أيضاً، أسباب إنسانية مقنعة للولايات المتحدة لقلقها إزاء ما يحدث في اليمن: في الوقت الحاضر، وفقاً لأرقام الأممالمتحدة، ما يقرب من 80 في المئة من سكان اليمن بحاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية، و2.5 مليون نزحوا من منازلهم". مضيفاً: "للأسف، يبدو أن الولاياتالمتحدة عازمة على إعادة تأكيد الولاء للمملكة العربية السعودية أكثر من عزمها الضغط لأجل حل تفاوضي للنزاع. في الشهر الماضي، قال وزير الخارجية جون كيري عقب اجتماع مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض: "في اليمن، نحن نواجه التمرد الحوثي والتهديد المستمر الذي يشكله القاعدة، ونحن.. نقف مع أصدقائنا في المملكة العربية السعودية". ولكن جون كيري، بحسب ما يؤكد السفير الأمريكي الأسبق، "لم يتفوه بكلمة واحدة عن تأثير الحرب والغارات السعودية التي زعزعت استقرار اليمن والمنطقة. ولم يتطرق إلى الأزمة الإنسانية بسبب الغارات الجوية السعودية أو الحاجة لإقناع أطراف النزاع إلى مضاعفة الجهود للتوصل إلى حل عن طريق التفاوض". وأشار السفير الأمريكي، إلى كلمة السناتور كريس ميرفي، وهو ديمقراطي من ولاية كونيتيكت وعضو في لجنة العلاقات الخارجية، أمام مجلس العلاقات الخارجية يوم 29 يناير، والتي حذر فيها بشأن المخاطر التي تتعرض لها الولاياتالمتحدة من خلال استمرار الدعم للرياض في حربها على اليمن. وأضاف السيناتور ميرفي: "هناك أدلة متزايدة على أن دعمنا للتحالفات العسكرية التي تقودها السعودية في أماكن مثل اليمن تطيل أمد البؤس البشري ومساعدة التطرف.. وتقول الحكومة، إن أولويتنا الأولى في اليمن هزيمة القاعدة في جزيرة العرب. لكن هذه الفوضى المستمرة خلقت فراغاً أمنياً حيث مكن القاعدة في جزيرة العرب من الازدهار والتوسع". *قضى ستيفن سيش 35 عاماً كضابط في الخدمة الخارجية وشغل منصب سفير الولاياتالمتحدة في اليمن من عام 2007 إلى 2010. وهو يعمل حالياً في معهد دول الخليج في واشنطن