إعلان سعودي آخر بتدشين معركة "تحرير صنعاء" اصطدم بصمود الجيش اليمني واللجان الشعبية، لتُترجم إخفاقاً جديداً للرياض وحلفائها في اليمن. تزامن مع زخم إعلامي، وانتهاء مشاورات الكويت التي فشلت السعودية أيضاً في فرض رؤيتها للحل عبر استصدار بيان من مجلس الأمن يدعم ورقة ولد الشيخ ويتخذ موقفاً من اتفاق صنعاء. تواصل قوات الجيش واللجان الشعبية، كسر محاولات التقدم في محافظتي صنعاءوالجوف (شمال شرق اليمن)، التي تصاعدت، خلال يومين، تحت قصف جوي غير مسبوق، وتركزت في مناطق محددة: "نهم"، والغيل، والمتون بالجوف، وذلك بعد وصول إمدادات سعودية عبر منفذ الوديعة بين البلدين. في "نهم"، بلغت الخسائر البشرية التي مُني بها حلفاء العدوان، خلال كسر هجوم هو الأعنف على أهم المواقع الاستراتيجية في المديرية التابعة لمحافظة صنعاء، في حين قصفت القوة الصاروخية بصاروخ باليستي تجمعاتهم، أسفل "الفرضة"، صباح السبت 6 أغسطس/ آب 2016. وحسبما أفاد وكالة "خبر" مصدر محلي، فإن 41 على الأقل قتلوا وأصيبوا من حلفاء التحالف، في معارك، السبت، بنهم. مضيفاً، أن من بينهم قيادات قبلية من "الجدعان/ مأرب" خلال صد الجيش واللجان محاولات تقدمهم. وأوضح المصدر، أن المجاميع شنت هجوماً وصف بالأعنف على منطقتي "المجاوحة" و"المنارة" اللتين تعدان أهم المواقع الاستراتيجية خاصة الإمداد. وأشار إلى أن أكثر من 23 قتيلاً سقطوا في صفوف التحالف وأصيب ما يزيد عن 18 آخرين، وتم إعطاب العديد من المدرعات والأطقم. مضيفاً، أن "أعداداً كبيرة، تفوق الرقم المذكور، وصلت إلى مدينة مأرب". منوهاً، أن 4 قياديين من قبائل الجدعان قتلوا وأصيب 8 آخرون بجروح متفاوتة. ووصف المصدر القياديين ب"البارزين" في صفوف القبليين المساندين للقوات السعودية والتشكيلات الحزبية الموالية لها. وخلال المواجهات - التي ما زالت مستمرة حتى لحظة كتابة الخبر (الساعة التاسعة والنصف مساء السبت)، بعد أن كسرت قوات الجيش واللجان زحفين باتجاه "المنارة" و"المجاوحة" - قصفت المقاتلات السعودية، بما يزيد عن 15 غارة منذ الصباح الباكر، عدة مناطق في جبهة القتال، منها (المجاوحة، والفرضة، والشبكة، وجبل المنارة، ومسورة). وكان الناطق الرسمي لمجاميع ما يطلق عليها "مقاومة صنعاء" التي تمولها الرياض، عبدالله الشندقي، اعترف في وقت سابق، بمقتل 12 وإصابة 25 آخرين، من عناصرهم خلال المعارك الأخيرة بنهم. وفي السياق ذاته، وبعد يوم من انكسار زحف هو الأكبر تحت غطاء الطيران في الغيل، بمحافظة الجوف، أفاد مصدر قبلي مسؤول بأن معارك عنيفة خلفت العشرات من القتلى والجرحى، دارت السبت 6 أغسطس/آب، في مديرية المتون. ونقل مراسل وكالة "خبر" عن المصدر قوله، إن قوات الجيش واللجان استعادت تأمين مناطق شاسعة في سوق الاثنين، بالمتون، بعد أن كان حلفاء السعودية قد أحرزوا تقدماً إلى "آخر محطة للوقود" في السوق. وأضاف، أنه تم إجبارهم على التراجع إلى مقرهم السابق في جبل "حام". ولحظة كتابة التقرير، مساء السبت، قصفت مقاتلات العدوان بغارتين مديرية المتون. وكان طيران التحالف، قصف (عن طريق الخطأ) في حادثة تكررت لمرات، حلفاءه في معارك الجمعة بالغيل، خلف قتلى ومصابين بينهم مسؤول التوجيه المعنوي ورئيس الدائرة الإعلامية مبارك العبادي. وكان مصدر محلي أفاد، في وقت سابق، بسقوط أكثر من 10 قتلى وإصابة ما يزيد عن 15 مسلحاً، خلال إفشال الجيش واللجان هجمات في الغيل والمتون. مضيفاً، أن الطيران المعادي قصف ب8 غارات مناطق في محيط "مزوية" و"معيمرة"، بمديرية المتون، بالإضافة إلى استهداف المناطق الواقعة بين مديريتي المصلوب والغيل، أعقب ذلك تحليق في أجواء مختلف مناطق الجوف.
