مراقبون: التحركات الأخيرة تعد بمثابة "اعتراف دولي" بمصالح ونفوذ الأطراف الإقليمية التي تخوض عبر حلفاء داخليين سباقا وصراعا متزايداً في اليمن تأكيداً لما كشفته صحيفة المنتصف عن مغادرة المبعوث الدولي لليمن جمال بن عمر صنعاء السبت وتوجهه إلى العاصمة القطرية الدوحة في زيارة غير معلنة حاملا رسالة من الرئيس عبدربه منصور هادي للقيادة القطرية بشأن المساعدات المالية والدعم القطري لأطراف يمنية (الأحمر, الإخوان) تعيق التسوية الياسية وقرارات رئيس الجمهورية لهيكلة الجيش, تذيع قناة الجزيرة الفضائية القطرية لقاءً خاصا مع المبعوث الدولي خلال زيارته للدوحة. زيارة بن عمر للدوحة, في توقيتها الخاص وبعد أيام على زيارة أعضاء مجلس الأمن للعاصمة اليمنية, وعلى صلة بالتأزم السياسي الناتج عن رفض طرف عسكري وسياسي لقرارات رئيس الجمهورية الخاصة بهيكلة الجيش وإعادة توزيع مكونات القوات المسلحة وفق خارطة الهيكل العسكري الجديد, تؤكد مجددا – بحسب مراقبين للمنتصف نت- قوة التدخلات الإقليمية وأثرها المباشر في توجيه العملية السياسية في اليمن والتحكم بها وتعويق حركة تقدم المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة. ويرى هؤلاء بأن التحركات الأخيرة تعد بمثابة "اعتراف دولي" بمصالح ونفوذ الأطراف الإقليمية التي تخوض عبر حلفاء داخليين سباقا وصراعا متزايداً في اليمن وهو ما يفسر صعوبة فرض السلطة اليمنية والرئاسة الانتقالية لقراراتها المترجمة لمبادئ وبنود اتفاق المبادرة الخليجية "وثيقة التسوية". اللقاء المتلفز يذاع اليوم الساعة السابعة مساء بالتوقيت المحلي في برنامج "لقاء خاص" ويتطرق خلاله بن عمر إلى مستجدات وتطورات العملية السياسية في اليمن وقضايا الحوار الوطني والهيكلة والقضية الجنوبية والحوثيين. غادر صنعاء إلى الدوحة وكان قد كشف ل"المنتصف نت" قيادي حزبي بارز، صباح الأحد، معلومات خاصة حول وجهة المبعوث الدولي جمال بن عمر وطبيعة المهمة التي يقوم بها على صلة بالملف اليمني وارتباطاته الإقليمية والدولية. وأوضح المصدر القريب من التحركات، أن بن عمر غادر صنعاء قاصداً العاصمة القطرية الدوحة للقاء القيادة القطرية، في مهمة خاصة باطلاع الرئيس عبدربه منصور هادي، وعلى علاقة مباشرة بجوهر التأزم والانسداد في مسار العملية السياسية الانتقالية وترجمة القرارات الرئاسية لهيكلة القوات المسلحة التي قوبلت بصد ورفض من قبل فريق سياسي بكامله يتصدر واجهته العسكرية اللواء الأحمر الذي يستند إلى مواقف داعمة ومؤيدة من شركاء سياسيين وحزبيين في المشترك وحزب الإصلاح والقوى القبلية الحليفة، إضافة إلى تلويح الأحمر بدعم قطري مؤيد لموقفه واشتراطاته على رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة. وطبقاً للمعلومات التي تحصلت عليها "المنتصف" يحمل بن عمر رغبة الرئيس هادي إلى القيادة القطرية بوقف الدعم المالي السخي الذي يحصل عليه علي محسن والإخوان (حزب الإصلاح) من الدوحة، وصرف الدعم القطري عبر قنوات رسمية للحكومة وعن طريق الرئيس هادي، وتلفت المعلومات إلى أن هذه كانت واحدة من الموضوعات التي تناقشها هادي مع وفد مجلس الأمن الدولي وتحصل على دعم يساند هذه الرؤية وتم التوافق حول مهمة بن عمر التي حملته إلى الدوحة. الحيثيات المتوافرة تزيد حجم الغموض المحيط بأجواء التأزم المستمر بين الرئاسة ومحسن، وكانت تحدثت معلومات أن بن عمر لم يصل إلى شيء يبنى عليه لانفراج العلاقة المتوترة. ويبدو أن الرئيس هادي آثر التريث في القرارات المنتظرة والتنفيذية لمصفوفة الهيكلة تحاشياً للاصطدام بعلي محسن، في وقت تؤكد المصادر المطلعة على العلاقة بين الرجلين أن الاتصالات والتعامل لم تتوقف خلال هذه التطورات، ويمرر محسن بصورة مستمرة مطالبه ويستخلص قرارات وامتيازات من الرئاسة بمكاسب جديدة لجهة التعيينات والترقيات ومصالح أخرى. * المنتصف