إلى رئيس الجمهورية . حالُك الآن لا يمكن أن يخرج عن أحد هذين الأمرين ، فلا ثالث لهما : أن تكون مُدركاً لما يجرى فى أنحاء مصر من غضبٍ عامٍّ قد تزايد حتى صار احتقاناً يُنذر بالانفجار ، أو تكون غائباً بمن حولك عما يحيط بك و سيلحق بك ، لا محالة . فإن كان الأمرُ الأولُ ، فما قعودُك عن المبادرة إلى انقاذ البلاد من هوّة لا يعلم قرارها إلا الله ، أولم ترَ كيف كانت عاقبة السابقين الذين ضلّلتهم التقارير ، حتى لحق بهم سوءُ المسير و المصير ؟ و إن كان الأمر الآخر ، و ليته لا يكون ، فلا داعى للكلام أصلاً و لا معنى لحوارٍ يرمى إلى التحوير . و اعلم يا رئيسَ الجمهورية أن معارضيك أرحم بك من مؤيديك ، لأنهم ينبّهونك ، و الآخرون يخدّرونك . و شتّان ما بين المنتبه و المُخدَّر . و اعلم أنه لا يصحُّ منك الاحتجاج بأن القياد ليس كله بيدك ، فالقيادُ يُمسك أو يُترك ، و لا عوانَ بين هذين . و لا تحتجَّ بأن أعداءك يحتالون بكل الحيل و يكثِّرون المشكلات التى "ورثتها" أصلاً ، كثيرة ! فأنت لم ترث شيئاً ، و ما الرئاسةُ بالوراثة ، و قد سعيتَ لمنصبٍ كان أمره من قبل مفضوحاً . فلا تظنَّ أنَّ الأمرَ خافٍ على أحدٍ ، مهما هان قدره أو قل عمره ، فقد شبَّ الكلُّ عن الطوق و لن تعود عقارب الساعة أبداً للوراء . يا رئيسَ الجمهورية تحرّك الآن بنيّةٍ صادقة ، لأن وقتُك ضيقٌ ، و كذلك وقتنا . و احترم الناس ، و بدّد الالتباس ، فإن أيامك باتت معدودةً ، و أيامنا ، و معدودةٌ عليك الأنفاس . - Youssef Ziedan - يوسف زيدان فيسبوك