بعد المؤتمر العربي للحد من الكوارث المنعقد في مدينة (العقبة) بالأردن: ماذا يعني "مدينتي (المكلا) تستعد"؟! .. إنها حضرموت الحاضرة دائماً بأبنائها، يضعونها حيث يجب أن تكون وحيث يجب أن ينظر إليها الآخرون باحترام وتقدير.. إنها حضرموت، الآتية من عبق التاريخ، الحاضنة لتراثها، متمسكة بتسميتها التاريخية (حضرموت) ولسان حالها يقول هاهي مرة أخرى تحتل موقعها بين الأمم بواسطة إحدى مدنها (المكلا). فهل يحافظ أبناؤها على مركزها الرفيع؟ إنها مسؤولية كبيرة تقع على كاهل أبنائها ومن ارتضت له المكلا أن يكون قائدها، ومن صوَّت لهم أهلها أن يكونوا في مستوى مكانتها. فإذا استطاع أحد أبنائها من (سعاد الزبينه) أن يوصلها، بإذن الله تعالى، إلى مرتبة (العالمية)، فهذا فخر لها ولحضرموت عامة، ولكن الحفاظ على هذه المرتبة العالمية ليس سهلاً... المسؤولية تقع على الجميع بدون استثناء وفي مقدمتهم قيادتها المنتخبة ثم كوادرها الرسمية وغير الرسمية ومثقفوها وعقالها، ومنظماتها المدنية ومؤسساتها الحكومية والخاصة، ورجالها ونساؤها.. شيوخها وأطفالها.. إن انضمام المكلا إلى الحملة العالمية (مدينتي تستعد)، كأول مدينة في البلد، سيجعلها تحظى باهتمام عالمي خاص طالما اهتم أهلها بها، وكلما أهملها أهلها أهملها العالم، فالمرء حيث يضع نفسه. فلنغتنم هذه الفرصة ونهتم بها حتى يواصل العالم اهتمامه بالمكلا وأهلها... ومن ورائها حضرموت والبلد عامة. ما هي الخطوات الأولى لبقاء المكلا في موقعها العالمي: الخطوة الأولى: توعية القيادات أولاً واستشعارهم بحجم المسؤولية التي أضيفت إلى مهامهم الروتينية وقد أصبحوا تحت المجهر. ليس أمام مواطنيهم فحسب، بل أمام العالم الذي سيخضعهم للتقييم أولاً بأول، ليس لسواد عيونهم، بل لاحتلالهم موقعاً رفيعاً بين الأمم يتنافس عليه المتنافسون. الخطوة الثانية: خلق ثقافة "الثقافة الحضرية" بين المثقفين في المجتمع، من خلال استنباط أساليب جديدة لتوعية النخب ومنظمات المجتمع المدني بأهمية الحدث ومتطلبات الحفاظ عليه. الخطوة الثالثة: إضافة حصص دراسية في المدارس والجامعات لتوعية الطلاب أولاً بأهمية (إطار هيوجو) والحد من مخاطر الكوارث، وأهمية اختيار مدينة المكلا للانضمام إلى الحملة العالمية (مدينتي تستعد) لجعل المدن أكثر فاعلية وقدرة على مواجهة مخاطر الكوارث. الخطوة الرابعة: إشراك المنابر الدينية وأئمة المساجد، ليس من باب إرضاء العالم الخارجي، بل رفع الأذى عن المسلمين وعدم الوقوع في المهلكة المحققة من خلال تجاهل شرف المهنة في كافة المجالات الفنية والهندسية، أو البناء في مجاري السيول أو تساقط الأحجار وانزلاقات التربة وغيرها، وتقوية أواصر المحبة والتعاون بين أفراد المجتمع ونبذ الفرقة والكراهية والحسد. الخطوة الخامسة: أهل الصحافة، وما أدراك ما أهل الصحافة، (السلطة الرابعة) على يدها تحريك كل هذه الخطوات بالنقد البناء وفضح الممارسات الخاطئة وإيقاظ من هم في سبات عميق عن مهامهم، ناهيك عن قدرتها في توصيل مفاهيم (إطار هيوجو) إلى القراء والمستمعين في المجتمع ونشر التوعية للحد من مخاطر الكوارث. الخطوة السادسة: نشر الوعي في أوساط المجتمع بأهمية التوجه نحو المدنية في الأداء والحياة الحضرية في تطبيق الأنظمة للمدن الحضرية بكل وعي وصرامة، والابتعاد عن مناطق الخطورة، ونبذ العشوائية في التعامل والبناء والسير إلى المستقبل والمحافظة عليه.. هناك الكثير من الخطوات المهمة الأخرى التي يتطلبها العمل سواءً في إعادة النظر في بعض الأنظمة والتشريعات النافذة أو تفعيل تطبيقها على أرض الواقع وتطبيق القانون على الجميع دون محاباة أو مجاملة. ولا يتوقف العمل عند القائمين على سلطة المدينة فقط، بل يتعداهم إلى السلطة المركزية وواجبها في دعم سلطة المدينة ابتداءً من المحافظ وانتهاءً برئيس الجمهورية. وعلى الحكومة دعم السلطة المحلية لمدينة المكلا لإنجاح وديمومة احتلالها لهذا الموقع الرفيع نيابة عن حضرموت وعن الجمهورية اليمنية عامة. ومساعدتها وتمكينها في تعزيز قدرتها لحماية نفسها من مخاطر الكوارث لتكون قدوة لجميع المدن في البلد. وعلى السلطة المحلية ممثلة بالأخ المحافظ ومدير عام مديرية المكلا، بالتنسيق مع المدير التنفيذي، سرعة عقد مؤتمر صحفي لهذا الحدث الاستثنائي لمدينة المكلا وسيتم الدعوة إلى ندوة خاصة بهذا الحدث. اللهم إني بلغت.. اللهم فاشهد. # وكيل وزارة الأشغال، المدير التنفيذي لصندوق إعادة إعمار حضرموت والمهرة