ترددت كثيراً في الكتابة حتى وصلت إلى قرار أن أكتب.. كلمة مغترب أصبحت تؤرقني كلما تذكّرتها... أحملها كرهاً؛ لأني فعلاً مغترب عن وطني.. عن أهلي.. عن قريتي. لم يعد في إمكاني حين أستيقظ صباحاً أن أسمع جارتي تردّد الأهازيج ولا أشتم رائحة الإفطار تسابقه في الوصول إليَّ.. ليس هناك سقف أصعد إليه حاملاً قهوتي. ولا جار أو صديق أتمنى له صباحاً خيراً ويوماً سعيداً... كل جميل انتزعته في حدود بلدي حاملاً جوازي معي ربما يؤنسني في غربتي.. كل كلماتي غداً أعود. وإذا تأخرت سوف أعود بعد غد وحين أهدأ، أقول ربما أعود بعد شهر أو سنة.. في النهاية سوف أعود.. حتماً. وربما أسلي نفسي بالمستقبل الذي ينتظرني عليِّ أنسى فطامي من حياتي الحقيقية. وأواصل الحلم بطول طريقي.. إلى أين؟ لا أعلم، وأي حياة تنتظرني؟ لا أعلم.. ولم أسأل نفسي عن هذا قبل أن أفكر بالاغتراب. أسئلة كثيرة انتابتني تتزاحم بكثافة مع ذكريات عشتها 20 عاماً! أشياء لم أستشعرها إلا بخروجي من حدود بلادي... كاد برد أرض غير أرضي يقتلني. وأنا في دوامة الأسئلة والتفكير ----- يتبع * المنتصف