تحقيق صحفي جمعني بإعلاميين شباب أغلبهم ينتمون لحزب الإصلاح، سألني احدهم عن الجهة التي اعد التحقيق لها، وما إن عرف حتى سارع إلى وصفها بالصفراء، المنافقة، صحيفة لا تعكس أي مصداقية ولا تقدم أي خير، تابعة لأنصار الرئيس السابق!! كانت هذه الأخيرة القشة التي قسمت ظهر البعير) ما الذي تريده أكثر من أن صوتك ورأيك ورسالتك للقراء ستصل عبرها دون تحريف أو تزييف رغم اختلاف توجهها عن توجهك!! انك مزايد.. بل أنت لا تدري ما تقول. طبعاً أخونا في العقيدة الإسلامية اتهمني بالبلطجة وبيع المبادئ، ثم انه قال بأدب جمّ: أنت ضيفة عندنا في الساحة ونحن نكرم الضيف، لكن اسمحي لي استأذن فلا يشرفني الإدلاء بأي تصريح لكم، وكأنه رئيس الولاياتالمتحدة.. وانصرف بيقينه أن لا حوار مع أمثالي!! لا اخفي مدى استيائي وغيظي الذي خرج بي خروج المارقين، فقد تمنيت لو أني أصبح رئيس الجمهورية ليوم واحد حتى أحل الأحزاب كلها، ما ساءني ادعاؤه بأنه إعلامي!! كيف للإعلام أن يتّبع نظرية "إن لم تكن معي فأنت ضدي" !! كثيرون هم الإعلاميون الذين طبقوا هذه النظرية في العامين الماضيين، لكنه شاب لا ناقة له ولا بعير في السياسة الصفراء!! كيف لمن يدعي الوطنية ان يرفع شعار الفردية وعدم احتواء الآخر، بل قل عدم التعامل مع الآخر، يدعي ان الإصلاحيين هم رواد التغيير، وهو الإصلاحي حتى النخاع !! وان فرضنا صحة قوله فأي تغيير هذا الذي يعيدنا لتعصب الجاهلية!! الحق يقال ان شباباً إصلاحيين آخرين ساءهم الموقف مثلي تماما، تعاونوا معي لانجاز تحقيقي المتواضع، بل إنهم أكدوا لي رغبتهم واستعدادهم التام للمشاركة عبر كل القنوات الإعلامية المؤيدة لهم أو المعارضة، قالوا ان التغيير مبدأ وليس شعاراً فارغاً، وأنهم يريدون ديمقراطية، والديمقراطية تستدعي الانفتاح وهذا لن يتحقق في ظل تعصب ديني أو سياسي أو ثقافي أو غيره. هناك وجدتني أتوقف رغماً عني مع أن لي علاقات طيبة، طيبة جدا بمجموعة رائعة من شباب وشابات من حزب الإصلاح، إلا أني أتساءل: لماذا الإصلاح بالذات أكثر الأحزاب احتضانا للجهلة المتعصبين؟! ألا يتناول الإصلاح في تصريحاته ومؤتمراته وكل خطاباته آيات من كتاب الله وسنة رسوله بشكل يفوق الأحزاب الأخرى ومع ذلك فبعض خطبائهم أو المتحدثين باسمهم يتشنجون تعصبا رغم سماحة الشريعة الإسلامية؟! لماذا لا يقوم الإصلاح بتقويم وإصلاح سلوكيات وأخلاق المنتسبين إليه قبل قيامه بدور إصلاحي في المجتمع خاصة وان تعصب بعض الإصلاحيين بات معروفا ومتداولا بشكل شائع.. وللأعزاء في هذا الحزب أين هو دوركم انتم؟ * صحيفة المنتصف