وسط حضور غفير وجموع من العلماء والمسؤلين وطلاب العلم من أكثر من ثلاثين دولة عربية وإسلامية وأوربية ختمت عصر, الإثنين, الدورة الصيفية التاسعة عشرة بدار المصطفى بتريم للدارسات الإسلامية بعد أن أكمل المشاركون والمشاركات فيها أربعين يوماً في تلقي العلم الشريف والآداب النبوية والوعظ والخطابة وتزكية النفس وبثّ همّ الدعوة إلى الله لمن لم تمكنهم ظروفهم من التفرغ لذلك،، وسط بيئة إيمانية على أيدي شيوخ أفاضل آخذين علومهم بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، وبلغ عدد المشاركين فيها ذكورا (865)مشاركاً بما في ذلك دورةُ غير الناطقين باللغة العربية، وعدد النساء تجاوز ال(400) حيث انعقدت لهنّ في دار الزهراء التابع لدار المصطفى. وجاءت فعاليات الختام بدءاً باستعراض مجموعة من الشباب المشاركين في الدورة لنماذج ما تم أخذه في هذه الدورة في مجال الفقه والوعظ والآداب معبّرين من خلال ذلك العرض مدى التمكن العلمي الذي تلقوه من الشيوخ والعلماء خلال مدة هذه الدورة آملين الاستمرار ومواصلة السير والتلقي للعلم والآداب النبوية أثناء عودتهم إلى أوطانهم . وألقيت عددُ من الكلمات وفي مقدمتها كلمة رئيس مجلس الإفتاء بمدينة تريم ومدير دار المصطفى العلامة علي المشهور بن محمد بن حفيظ وتحدّث من كلمته عن شكره وعظيم تقديره لكافة الطلاب المشاركين وتحملهم عناء السفر في سبيل تلقي العلم الشريف وتطرق في كلمته أيضاً إلى مكانة مدينة تريم العلمية وبركة تلقي العلم وتهيئة الأسباب فيها وبقائها معمورة بالعلم والعلماء عبر سلسلة من الشيوخ الذين اختاروا من هدي النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم مسلكاً يقتفونه ويوصلونه إلى مَن حواليهم بالحكمة والموعظة الحسنة وهذا ما عهدناه في شيوخ ودعاة هذه البلدة في مشارق الأرض وغربها. بعد ذلك جاءت كلمة مدير رباط تريم العلامة سالم بن عبدالله الشاطري أشاد من خلاله بمكانة دار المصطفى وأنه صرحٌ علمي جاء بعد تضحيات من الشهيد العلامة محمد بن سالم بن حفيظ وما هذا المشهد إلا ثمرةٌ ونية صالحة حقق الله وجودها في أيامنا هذه . وحث الطلاب المشاركين على مواصلة التلقي والأخذ من العلماء وما هذه الأربعين يوما إلا محطة للتزوّد وشدّ الهمّة والارتباط بالشيوخ فمواصلة الأخذ والتلقي أمانة علمية بها يتنوّر طالب العلم والمتبع لهدي النبي محمد عليه الصلاة والسلام . ثم تحدث عميد دار المصطفى العلامة عمر بن محمد بن حفيظ تكلم من خلالها عن فضل هذه الأيام والليالي التي توافقت مع هذا الختام وفضل طلب العلم في هذا الشهر الفضيل، وأوصى المشاركين والسامعين بضرورة الخروج من هذه الدورة بحمل عدد من الأمانات في مقدمتها حمل الرحمة لكافة عباد الله، وحُسن الأدب مع كل من حوالينا، وعدم الانجراف خلف مخططات الأعداء وعدم التسرع في كل ما تبثّه وسائل الإعلام ومخافة الله وحُسن استخدام الوسائل التي بين أيدينا فيما يعود بالنفع وتقريب الخلق إلى الخالق . هذا واستمرت فعاليات حفل الختام طوال اليوم والليلة, ففي تمام الساعة الحادية عشر والنصف مساءً كان الجميع على موعد في حفل إنشادي أحيت فقراته فرقة المسرة الإنشادية حيث قدّمت ثلاث أناشيد وشارك المنشد البحريني السيد عادل الذوادي بموالٍ من كلمات الإمام محمد أمين كُتبي كما قدمت الفرقة الماليزية ثلاث أناشيد أخرى وشاركت مجموعة النخبة الإنشادية بإنشودتين من التراث الحضرمي وتلتها فقرات أخرى قدّمها عددٌ من المشاركين في الدورة إضافة إلى قصائد شعرية من بعض الشعار. وبعد فجر يوم الثلاثاء كانت لحظة الوداع وطلب العفو والمسامحة لكوكبة وثلّة اجتمعت من أكثر من ثلاثين دولة في هذه المدينة الغناء في صرح علمي شامخ ذاك هو دار المصطفى اجتمعوا على مقصدٍ سامي هو طلب العلم والارتباط بأهله ومن معدنه ومنبعه.