كان شوقي هائل حريصاً وهو يقبل تكليف رئيس الجمهورية له كمحافظ لتعز حين اشترط أن يمنح كامل الصلاحيات بما يمكنه من إدارة المحافظة دون تدخل مراكز القوى التي يعرف الجميع الدور الذي تلعبه، دائماً، في تعز ما جعلها ساحة لتصفية حسابات تلك القوى وتحول أبنائها إلى بيادق تحركها مطامعها وأهواؤها. شوقي هائل، الإداري الناجح في مجموعة هائل سعيد أنعم، كان أيضاً رئيس لجنة التخطيط والمالية بالمجلس المحلي لمحافظة تعز لدورتين انتخابيتينن فهو يعرف جيداً مشاكل المحافظة وعلى صلة كاملة بهموم وتطلعات الناس ويعرف جوانب القصور في الأداء.. باسندوة في تعز وعود بصلاحيات واسعة في شهر مايو من العام الماضي زار باسندوة تعز برفقة أعضاء حكومته وعقدت الحكومة اجتماعاً في فندق السعيد خصص لبحث القضايا التنموية في تعز ولم تخرج هذه الزيارة إلا بإقرار تخصيص 15 مليون دولار لإنشاء محطة تحلية لمياه الحوجلة والتي أوقفها القاضي الحجري؛ لأن الدراسات أكدت أنها غير مجدية وستلحق ضرراً فادحاً بالأراضي الزراعية، بالإضافة إلى أن نسبة الفاقد من المياه يصل إلى 50% واعتبر مراقبون أن إقرار الحكومة لهذا المشروع يعني إلغاء مشروع مياه التحلية في المخا وفي أحسن الظروف تأجيله، كما تم اعتماد 10 ملايين دولار لميناء المخا وهو ليس جديداً؛ لأنه كان معتمداً من حكومة مجور وعاد باسندوة إلى صنعاء دون أن تجني تعز إلا وعوداً وأوهاماً وخسرت السلطة المحلية أكثر من 30 مليون ريال مقابل ضيافة للحكومة.. وزراء معيقون في تصريح لوزير الكهرباء اللواء صالح سميع أكد فيه أن منطقة كهرباء تعز أخذت المرتبة الأولى على مستوى الجمهورية ومنح مدير منطقة تعز شهادة شكر وتقدير من الوزارة، وبعد أسبوع واحد من هذا التصريح أصدر وزير الكهرباء قراراً بتعيين المهندس أحمد الشرماني بديلاً للمهندس غازي أحمد علي، وكأن سميع لم يكن على علم بما يتم إعداده في غرفة عمليات حزب الإصلاح ومراكز القوى القبلية.. القرار قوبل برفض تام من السلطة المحلية بالمحافظة واستند المحافظ إلى قانون السلطة المحلية والبرتوكولات المتعارف عليها عند إصدار مثل هذه القرارات بحيث يتم التشاور بين السلطة المحلية والوزير المختص، وحسب مصادر مقربة من محافظ المحافظة أكدت ل"المنتصف" أن سميع أغلق تلفونه ولم يرد على محافظ تعز ويبدو، حسب المصدر، أن القرار جاء بعيداً عن قناعات وزير الكهرباء وتم إعداده بغرفة عمليات الإصلاح وجاء جاهزاً للتنفيذ. انتهت هذه المشكلة بالتوافق.. وزير التربية يفجر الأوضاع قال الأستاذ محمد حمود شمسان، رئيس لجنة التخطيط والمالية بالمجلس المحلي بتعز، للمنتصف, انه وقبل إقرار المجلس المحلي طرح الوظيفة العامة للمنافسة والمفاضلة تم طرح الموضوع على الوزراء المعنيين بمن فيهم وزير التربية والتعليم، وأشاد الجميع بهذه الخطوة وعدوها متقدمة ووافق عليها رئيس الوزراء وباركها رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي. وعندما كررنا السؤال لشمسان: هل كان هناك أي اعتراض أو تحفظ من وزير التربية،قال بالمطلق لم يعترض أبداً وأيد الفكرة، وأشار رئيس لجنة التخطيط إلى أن وزارة الخدمة أشرفت عبر كبار مستشاريها على عملية المفاضلة للأربعة المكاتب ووضعت المعايير وحددت مراحل المفاضلة بثلاث مراحل خرج الشخص المعين من قبل وزير التربية منصور هزاع من المرحلة الأولى لعدم توافر شروط شغل الوظيفة به مع العلم أن نفس الشخص كان الإصلاح قد طرحه أكثر من مرة قبل الاتفاق على مبدأ المفاضلة، وأكد شمسان على أن قرار تعين مدير مكتب التربية والتعليم بتعز يصدر من رئيس الجمهورية، وقال: فوجئنا بصدور قرار من وزير التربية والتعليم بتعيين مدير للتربية وتكليف لجنة بتنفيذ دور الاستلام والتسليم وهو ما فجر الوضع بتعز. انتهى كلام شمسان فيما يخص وزير التربية والتعليم وبقراءة موقف الوزير الأشول المتناقض ومقارنته بموقف وزير الكهرباء نخلص إلى أن وزراء الإصلاح ومراكز القوى قراراتهم تأتي من مشكاة واحدة وهي من تعبث بمحافظة تعز.. الوجيه يتضامن مع وزراء الإصلاح وبالعودة إلى رئيس لجنة التخطيط والمالية الذي قال ل "المنتصف" إن وزير المالية صخر الوجيه أوقف صرف 60 مليار ريال معتمدة للمشاريع الاستثمارية في قطاع التربية والزراعة ومياه الريف والتعليم الفني والطرقات وغيرها من المجالات بالإضافة إلى الخطة الاستثنائية الموجه بها من رئيس الجمهورية، وقال شمسان انه وبعد متابعة من قبل المحافظ والأمين العام كلف الوجيه لجنة تقوم بفحص ملفات المشاريع بالمحافظة وأتبعها بلجنتين أُخريتين ورغم أن اللجان أكدت بتقاريرها سلامة وصحة البيانات إلا أن الوجيه وجه برفع المستخلصات إلى صنعاء وهو من يقرر صرفها أو عدم صرفها، في بادرة تعد الأولى من نوعها وتعيد المركزية إلى أوج قوتها. تعز.. ضحية صراع مراكز القوى انضمام صخر الوجيه لوزيري الكهرباء والتربية في ممارسة الضغط على محافظ المحافظة وعرقلة أي توجه لتخليص تعز من هيمنة مراكز القوى يؤكد أن تلك القوى مازالت تضمر لمستقبل تعز وأبنائها شيئاً آخر خصوصاً أن تعيين شوقي هائل لم يرق لها فتعمل على وضع كل العراقيل أما تحقيق أي نجاح يحسب لصالح تعز أو لصالح شوقي هائل وسيستمر الصراع بين هذه القوى وستبقى تعز ساحة له ما استمر كيبل الاتصال بين الحصبة والستين. * صحيفة المنتصف