سيد محمود القمني مفكر عربي و اسلامي شجاع . قرأ التراث بعين الحداثة . و قيم و روح العصر . قرائته المائزة الشجاعة جرت عليه الويلات من حراس جثث الاباء " انا وجدنا اباءنا على امة و انا على آثارهم مقتدون " الآية اعادة قراءة " التراث القديم " بما في ذلك الانبياء . درس حروب الرسول و الحزب الهاشمي و الاسطورة و التراث . و رب الزمان و ملف القضية . و موسوعة النبي موسى و آخر ايام العمارنه. و الفاشيون و الوطن و اهل الدين و الديمقراطية . اسرائيل : التوراة التاريخ . هذا المفكر و الباحث في الموروث الديني بشجاعة قل نظيرها تعرض للتهديد و الوعيد . و عاش منزوياً في السنوات الاخيرة .
و رغم الصدام الدامي مع الحركات المتطرفة الا ان السلطات لا تهتم كثيراً الا لامنها الخاص اما المفكرون و الادباء و الباحثون " فللكعبة رب يحميها " . في زيارتي الاخيرة لمصر بحثت عن كتاب " الحزب الهاشمي في بعض المكتبات كنت الاحظ الاستغراب عند السؤال عن الكتاب مصحوباً بالنفي . كنت أعرت الكتاب احد الاصدقاء . و لكنه انكر عرفت في مصر ان الكتاب صدر ضمن سلسلة أسلاميات و لكني لم اوفق في الحصول عليه . الباحث و المفكر افنى زهرة عمره في الغوص في قراءة العهد القديم . و في دراسة انبياء بني اسرائيل . و حروب دولة الرسول بالعودة الى السيرة المعروفة و المراجع . و كانت اجتهاداته القرائية مغايرة و مختلفة عن القراءات السائدة و الفهم المتوارث و التقليدي . كانت الحملة ضده قاسية و ظالمة . و حقق معه في امن الدولة بدلاً من حمايته و تطمينه . فانزوى يرحمه الله طلباً للسلامة و النجاة . في سبعينات القرن الماضي و ما بعدها تزايدت القيود على الرأي و النشر من قبل جماعات الاسلام السياسي فقد هدد نجيب محفوظ . و اغتيل فرج فودة . و هدد سيد محمود القمني . و بترويع هذا الاديب الكبير . و التضييق عليه و من ثم رحيله مغبوناً فقدت الامة العربية و القارئ العربي مفكراً شجاعاً ترك ثروة و منهاجاً و اسلوب بحث تفتقر اليه امتنا و اجيالها لم يكن الباحث غزير الانتاج ماركسياً . و انما تأثر بالاعتزال و قيم العصر الحديث