يسألني أحد المقربين من رئيس الحكومة قائلا: لماذا تكتب عن سلبيات الحكومة؟ ولم أقرأ لك مقالا واحدا عن إنجازات الحكومة حاول أن تكون منصف في طرحك بعيدا عن التحيز . لم يكن أمامي غير الاستماع إلى نصيحته لي بعدم التحيز وانتهاج طابع عدائي. لم أشعر بالامتعاض وهو يصفني بالمتحيز الذي سخر قلمه لمهاجمة رئيس الوزراء، وإنما تقبلت النصيحة وقررت البحث عن إنجازات الحكومة طيلة أربع سنوات، فلم أجد لها منجزا، ما دفعني لطرح سؤال واحد: ما هي إنجازات الحكومة؟ هل بإمكان الحكومة توضيح لما تم إنجازه؟ وأنا هنا لا أتحدث عن انجازها بالملف السياسي والاقتصادي والأمني والعسكري لانها ملفات من الصعب على شخصية رئيس الوزراء ومعاونيه معرفة التعامل معها لافتقار الحكومة الحالية القدرة على فهم مثل هكذا ملفات. وإنما اكتفي بالكهرباء، وليس الكهرباء بشكل عام وما يخص المحافظات المحررة، بل سأكتفي بالعاصمة عدن باعتبارها مقر حكومة الدكتور معين عبد الملك، والتي إلى اليوم تعيش أسوأ مراحلها لتفوق مرحلة تولي معين عبد الملك فترة تحرير عدن والتي شهدت طرد مليشيات الحوثي. ورغم مرور أربع سنوات على تولي معين رئاسة الوزراء إلا أنها في تراجع مستمر، والأخطر من ذلك تهديد ملاك محطة الكهرباء التابعة للقطاع الخاص بإيقاف المحطات التي تزود عاصمة الحكومة ومقرها بالكهرباء رغم رداءتها لعدم تسلمهم المستحقات المالية من قبل الحكومة لعدة أشهر . فموسسة كهرباء عدن تعاني من الهشاشة والضعف نتيجة تغيبها عن اهتمامات الحكومة. فمن يفشل بحل ملف كهرباء عاصمة حكومته لا يمكن أن يحقق إنجازات في ملفات معقدة وصعبة. ورغم ذلك تقبلت النصيحة من نائب الوزير، وسعيت للبحث عن إنجاز واحد ولو هزيل قامت به حكومة معين باتجاه كهرباء عدن لأتحدث عنه؛ حتى لا يقال أحمل طابعا عدائيا وأرتدي نظارات سوداء تمنعني من عدم مشاهدة الأشياء الايجابية. فتشت وسألت فلم أجد . عندها قلت ربما هناك إنجاز في الجانب الاقتصادي، والذي بات في ظل ادارة الحكومة بالحضيض والبنية التحتية في أسوأ مراحلها والريال كل يوم يخسر قيمته أمام العملات الأجنبية. فما هو الإنجاز إذن؛ إلا إذا كان الفساد والمحسوبية يراها المحسوبون على الحكومة إنجازا! فهذا ممكن ولا يمكن لمثلي أن يراها بنفس ما تراه عيونهم.
