"لانستجدي الحوثي فتح منافذ تعز ، نحن ندعو المبعوث الأممي والأمم المتحدة للوفاء بالتزاماتهم تجاه تعز وفتح منافذ للمدنيين يستطيعون من خلالها التنقل بحرية بين مناطق المحافظة المختلفة ، نحن بإمكاننا فتح المعابر بالمعابر، لكن نلتزم بالمواثيق والمعاهدات ونلتزم بالهدنة الأممية " . تلك هي كلمة أبناء تعز بخصوص مناشداتهم ومطالبتهم اليومية بفتح منافذ لعبور المواطنين من وإلى وسط مدينة عبر طرق رئيسية قريبة وسهلة الاستخدام تغلقها مليشيات الحوثي منذ مايقارب ثمان سنوات ، وتفرض حصارا خانقا على مدينة تعز والتي يقطنها أربعة ملايين مواطن .
أمس الجمعة 27 مايو قال الوفد الحكومي المفاوض في الأردن بخصوص فتح الطرقات وفك الحصار عن تعز ، أن ممثلي مليشيات الحوثي لم يستجيبوا للتصور المقدم من قبل الوفد الحكومي والمتمثل في فتح الطرقات الرسمية لتعز، وأن وفد الحوثيين اقترح فتح طريق جبلي وهو عبارة عن ممر جبلي قديم كان يستخدم خلال حكم الأئمة ، ولايمكن أن تمر فيه سيارة نتيحة ضيقه ووعورته وطوله، وهو ممر يبعد عن المدينة 40 كيلو ، يبدأ من منطقة الزيلعي ثمر يمر عبر قرية أبهر وقرية الصرمين ، ويصل إلى أسفل جبل صبر في منطقة صالة .
وبحسب الوفد الحكومي فإن هذا المعبر لايرفع المعاناة عن الناس ولو بنسبة 10 بالمئة ، واعتبره رئيس وفد مليشيات الحوثي هدية منهم لأبناء مدينة تعز .
الطريق الرابط بين الزيلعي ومدينة تعز والذي اعتبره رئيس وفد مليشيات الحوثي الانقلابية هدية لأبناء مدينة وبحسب أبناء تعز ذات مغزى سياسي أكثر من كونه إنساني ، حيث وان الطريق المذكور كان يتم استخدامه من قبل الأئمة للوصول إلى قصر صالة ، وكانت تمر عبره الحمير ، ويعد ذلك استخفاف واضح بمعاناة أبناء تعز .
أما المنفذ الآخر والذي تحدث عنه ناشطون ليلة أمس الجمعة 27 مايو فهو طريق عصيفرة حوجلة وتحدثت عنه كذلك مصادر مقربة من الوفد الحكومي المفاوض في الأردن .
الطريق الآخر وبحسب الناشط فيصل العسالي فهو طريق يقع وسط وداي وبين جبلين وهو الأمر الذي سيسهل لمليشيات الحوثي أحكام السيطرة عليه والتضييق على حركة المواطنين .
الحسم العسكري
يرى ناشطين ومواطنين من أبناء تعز أن معابر المدينة لايمكن أن تفتح كاملة إلا بعملية عسكرية كبيرة تنتزع حق أبناء المدينة من مليشيات الحوثي ، كحال الناشط عرفات الزمر والذي قال على صفحته على فيسبوك إن طرق تعز لن تفتح بالأستجداء للحوثي وارفق مع منشوره هشتاج أطلقه ناشطون وهو بالمعابرنفتحالمعابر .
كثيرون غير عرفات الزمر يرون أن مليشيات الحوثي لن تفتح معابر إنسانية لتعز وان المعابر لا يمكن أن تفتح إلا بالبندقية وما تم أخذه بالقوة لن يتم استعادته إلا بالقوة كما قال أبو سيف الكمالي .
كما أن الكاتب الصحفي عبدالسلام القيسي يرى أن الحرب الطريق الأمثل للسلام ، ويتفق كلام القيسي مع مقولت الشاعر الكبير عبدالله البردوني والتي قال فيها " اذا لم يسالمك الزمان فحارب " .
إضافة إلى ماسبق قال الصحفي وضاح الجليل انه " من المعلوم يقينا أن الحوثيين لن يفتحوا الطرقات في تعز ، ولا يمكن أن يقدموا تنازلا في هذا الملف بأي مقابل ، الطريقة الوحيدة لرفع الحصار عن تعز هي نفس الطريقة التي فرض بها الحصار ، أي الحل العسكري " .
وبحسب الجليل فإن " الوقفات والحملات الحقوقية المنظمة والمناشدة والوقفات والمظاهرات الاحتجاجية فليس لها إلا فايدة واحدة ، هي التذكير الدائم أن الحوثي هو من يحاصر تعز ويرتكب جريمة خنقها، وتنبيه الناس أن المجتمع الدولي يكذب ويتمالئ يتواطئ مع الحوثي ولديه معايير مزدوجة " .
مثلما فرض الحصار على تعز بالقوة لن يتم كسره إلا بالقوة ، وما تم أخذه بالقوة لن يسترد إلا بالقوة ، ومفاوضات البنادق هي وحدها الكفيلة بأخذ حقوق مواطني تعز ، تلك هي خلاصة حديث أبناء تعز حول فتح المعابر ومن وإلى مدينة تعز في ظل تعنت وتعالي كبيرين من قبل مليشيات الحوثي الانقلابية .