حين عجزوا عن إعادة بناء البيت الذي هدموه هم.. وفي لحظة حمقاء من زمنهم الأخرق، كان فيها الأب وأولاده يفترشون فيها العراء ويلتحفون الحسرة.. لجأ ذلك الخرف إلى خداع أولئك الحمقي بأن بسط أمامهم مخططاً ورقياً يحتوي تفاصيلاً متداخلة ومبهمة لمنزلهم المستقبلي القادم، ووزع فيما بينهم "شقق" ذلك البيت الوهمي ثم نظر إليهم قائلاً: "لقد قمت بواجبي تجاهكم ومنحت شقة لكل واحد منكم، وما عليكم سوى توصيل الخدمات إليها وتأثيثها ومن ثم السكن والعيش فيها"... ولما يكد ينتهي العجوز من كلامه، حتى تخطف الأبناء المخطط من بين يديه وتعاركوا عليه ومزقوه قطعة قطعة، وبات كل منهم ليلته ممسكاً بقطعته الورقية تلك.. ممدداً فوق التراب.. مترقباً السماء متى تمطر عليه "شقته"!!