ندد الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الثلاثاء بما وصفه بانه "عملية مدروسة" لضرب استقرار الجيش والمخابرات والرئاسة، بعد تغييرات في جهاز المخابرات دفعت سياسيين وعسكريين سابقين للحديث عن صراع بين الرئيس والجنرال محمد مدين، مدير المخابرات والرجل القوي في السلطة. وقال بوتفليقة في تصريح بمناسبة اليوم الوطني للشهيد قرأه وزير المجاهدين محمد الشريف عباس "أن ما يثار من نزاعات وهمية بين هياكل الجيش الوطني الشعبي ناجم عن عملية مدروسة ومبيتة". واضاف ان "حربا اعلامية جارية حاليا ضد الجزائر ورئاسة الجمهورية والجيش الوطني الشعبي ودائرة الاستعلام والأمن (المخابرات)". واثارت التغييرات التي قام بها الرئيس الجزائري منذ ايلول/سبتمبر في قيادة المخابرات وابلا من التعليقات لسياسيين وعسكريين سابقين، تحدثت عن صراع بين بوتفليقة والجنرال محمد مدين المكنى بالجنرال توفيق حول ولاية رابعة للرئيس المريض الذي يحكم البلاد منذ 1999. وكان ابرز هذه التصريحات تلك التي ادلى بها عمار سعداني الامين العام للحزب الحاكم حزب جبهة التحرير الوطني الذي يرأسه بوتفليقة. وطالب سعداني في مطلع شباط/فبراير الجاري الجنرال توفيق، بالاستقالة، متهما اياه ب"التقصير" في مهام حماية البلد وبالتدخل في السياسة. وبحسب سعداني فان هدف الجنرال توفيق هو منع بوتفليقة الذي يحكم البلاد منذ 1999 من الترشح لولاية رئاسية رابعة، بمناسبة الانتخابات المقررة في 17 نيسان/ابريل. وبالنسبة لبوتفليقة "يتعين على المسؤولين كافة ان يتوبوا إلى ضميرهم الوطني وان يتساموا فوق كافة اشكال التوتر التي يمكن أن تطرأ بينهم. إنه لا مناص من ذلك لضمان مستقبل الدولة ودفاعها وأمنها". وكان اللواء المتقاعد حسين بن حديد من ابرز العسكريين السابقين الذي دافعوا عن الجنرال توفيق ضد الهجوم الذي تعرض له لاول مرة من مسؤول بهذا المستوى منذ تعيينه في اعلى هرم المخابرات قبل 23 سنة. ودعا بن حديد صراحة الرئيس بوتفليقة الى الرحيل وبان يترك "الجزائر تستعيد انفاسها"، مؤكد ان "بوتفليقة المريض لا يمكنه ضمان استقرار البلد"، كما جاء في حوار صحافي له. ومن جهته دعا بوتفليقة بصفته رئيسا للجمهورية ووزيرا للدفاع الوطني وقائدا أعلى للقوات المسلحة، الجزائريين الى "ان يكونوا على وعي ودراية بالمآرب الحقيقية التي تتخفى وراء الآراء والتعليقات التي يعمد إليها باسم حرية التعبير والتي ترمي إلى غايات كلها مكر وخبث هدفها المساس باستقرار منظومة الدفاع والامن الوطنيين واضعافهما". وتحدث بوتفليقة عن تصريحات "طائشة" لمسؤولين "تبعتها تعليقات من كل حدب وصوب هيأت الفرصة لوسائل إعلامية محلية واجنبية نشر اراء وتخمينات تمس او تكاد مجتمعة بوحدة الجيش الوطني الشعبي". ورد مباشرة على اتهامات سعداني قائلا "ان المتربصين(...) يستغلون هذا الوضع (...) لمحاولة فرض أطروحة وجود صراع داخلي في الجيش بزعمهم ان دائرة الاستعلام والامن هيئة تخل في تصرفاتها بالقواعد التي تحكم مهامها وصلاحياتها". ودعا بوتفليقة الى "التنافس الشريف" خلال الانتخابات الرئاسية التي لم يعلن موقفه منها، بالرغم النداءات المتعددة له بالترشح حتى دون ان يشفى تماما من الجلطة الدماغية التي اصيب بها في نيسان/ابريل 2013.