كيف للحوثي أن يشن هجمات على مأرب بعد الاستعراض الإخواني لجيش وعتاد عسكري يكفي لأن يكون رسالة موجهة إلى المليشيات لردعها عن التفكير بالتحشيد صوب مأرب ومهاجمة المواقع العسكرية؟ يرى عسكريون أن العرض العسكري الذي أقيم في مأرب كاف لتحرير مديريات مازالت في قبضة الحوثي، بدلا من الاكتفاء بمديريتين تسيطر عليهما الشرعية.
أثبت الإخوان أن ما يهمهم في التجييش وتشكيل ألوية خارج نطاق سلطة الدولة هو الحفاظ على مكتسبات ومصالح شخصية.
ففي مأرب لا نية في تحرير المحافظة بشكل كامل، بل الحفاظ على منابع النفط والغاز.
ونفس الشيء في تعز، والذي يظهر التنسيق ما بين الحوثي والإصلاح في تقاسم المحافظة وخيراتها بحيث لا يتعدى أحد على الآخر، وتسويق الوهم من أن التحالف هو من أوقف تحرير المحافظة باتجاه الحوبان؛ على الرغم من إعلان التحالف عن دعم كبير لما تسمي نفسها المقاومة بالمال والسلاح. وتحول الأمر إلى مجرد خزن السلاح وترحيل المعركة من عام إلى آخر دون تحقيق نصر حقيقي، رغم مضي ثمانية أعوام لا شيء تغير سوى الجبايات غير القانونية التي يفرضها الجانبان ونهب إيراد الدولة والمواطن في آن واحد.
العرض العسكري في تعزومأرب لم يحقق تقدما عسكريا في جبهات القتال، وأي تقدم يروج يسبقه تنسيق مسبق تتقدم القوات الحكومية، وما تمر أشهر إلا ويستعيدها الحوثي من حليفه الإخوان مرة أخرى؛ في استراتيجية لتطويل المعركة واستنزاف التحالف والشرعية بهدف الإبقاء على السيطرة على الأرض والموارد التي تذهب إلى جيوب تجار الحرب.
ولهذا يرى خبراء عسكريون أن الحرب رغم انتهائها في الواقع، إلا أنها مع عدم وجود انتصار حقيقي، سوف تظل عنوانا لعدم الاستقرار وعودة الحياة إلى طبيعتها.
الحوثي يقصف ليقول أنا مازلت موجودا، والإخوان يصدون الهجوم حتى يذكرونا بأن المقاومة حاضرة، تقول للدعم هل من مزيد. والتحالف بين الطرفين يبقى حائرا وسط المستنقع الذي وقع فيه.