العلاقات اليمنية – المصرية أقدم علاقة حضارية في التاريخ تجاوزت سبعة آلاف سنة وذكرت في الكتب السماوية ولا يمكن أن تقرأ في بحث علمي عن التاريخ القديم غير وتذكر العلاقة كدولة أو شعب أو أفراد وهناك الكثير والكثير من القصص والعبر عبرت في مجملها عن روابط الإخاء والعلاقات المشتركة الاقتصادية والسياسية وعمق الأمن القومي للبلدين واحد ولذا تجد في كل كثر من مدنها شارع باسم قبيلة أو مدينة يمنية ولا غرابة أن لاحظت أن هناك الكثير من الألقاب تعود لليمن وكذلك في اليمن هناك ألقاب ليمنيين وهي في في الأصل مصرية. وهناك معلومات علمية تاريخية عن باحثين قرأتها مؤخرا عن سبب تسمية الجيزة في عاصمة مصر الكنانة وشارع في مدينة الجيزة باسم همدان، وشارع مراد فذلك تاريخ مهم، تنبغي معرفته، ويتلخص في: إن جيش الفتح الإسلامي الذي حرر الله علي يديه أرض الكنانة وشعبها من الرومان بقيادة عمرو بن العاص رضي الله عنه، كان جل رجاله من عرب اليمن، ومن بينهم قبائل من همدان ومراد. وبعد أن فتح الله علي المسلمين حصن بابليون وهو علي الشاطئ الشرقي للنيل مباشرة رأي الهمدانيون والمراديون استئذان القائد عمرو أن يتولوا حراسة الجهة المقابلة للحصن، ويدفعوا العدو إن حاول مهاجمة المسلمين من الشاطئ الغربي للنيل، فاجتازوا النهر، ونصبوا خيامهم أمام إخوانهم غرب النيل.
ولما تم الفتح، وبدأ المسلمون في تشييد مدينة الفسطاط العاصمة الجديدة لمصر الإسلامية في عام21 ه/ 642م، قسمت أرض الفسطاط على قبائل الفاتحين، ليبنوا فيها دورهم ويستقروا بها، لكل قبيلة خطة أي قطعة يحدده من الأرض علي قدر عدد رجالها. وعرض عمرو بن العاص علي الهمدانيين والمراديين أن يخصص لهم خطة بالفسطاط، ففضلوا أن يكون مستقرهم في موقع جهادهم غرب النهر فبنوا ديارهم في تلك المنطقة التي سميت يومئذ باسم الجيزة، لأن العرب اليمانيين أول من جاز النهر إليها من الشرق إلى الغرب. فكان جديرا بمن يسمي شوارع الجيزة أن يلحظ هذا الأمر، ويطلق علي أحد شوارعها اسم همدان، والآخر مراد بما أنه جد أولئك الذين يرتبط بهم اسم المدينة الجديدة ( الجيزة).
وأنوه كذلك بأن قبيلة ( مراد) اليمنية قد شاركت بكتيبه كبيرة في هذا الفتح العظيم، وأن شارع ( مراد) الذي يفضي إليه شارع همدان، قد سمي علي اسم جد أولئك المراديين وهناك في مدينة نصر شارع تعز وصنعاء وكما للقاهرة في اليمن في اغلب المدن اسماء المدارس باسماء القائد العربي الزعيم جمال عبدالناصر و بعض المدن تسمية بعض الشوراع باسم القاهرة وقلعة القاهرة في تعز.
نحن الشعب اليمني ينبع حبنا للشعب للمصري لعدة أسباب جوهرية أبرزها الدور المصري العظيم في حماية ثورة 26 سبتمبر 1962م بالدم والذي أسفر عن إخراج الشعب اليمني من الجهل إلى العلم ومن المرض إلى إسقاط كل أسبابه بتعليم أبنائنا في كليات الطب بجمهورية مصر وتخرج منها الآلاف من الأطباء والمهندسين وفي كل التخصصات فتمكن الشعب اليمني من كسر الثالوث الرهيب في الجهل والمرض والفقر بمساعدة مباشرة أو غير مباشر من الشعب المصري ووجدناهم في كل مدارسنا بالقرى والجبال والسهول.
إن العلاقة اليمنية – المصرية تعززت أواصرها بالدم والتاريخ والحضارة المشتركة ولم يكن بغريب عليهم استضافة ما يتجاوز اثنين مليون يمني وكوني أحد ضيوفها غمرني كرم الشعب المصري وحفاوتهم الذي لم نجدة في مناطق أخرى ولم يبهرني لأنهم أراضي الأصالة والحضارة والتاريخ وما أبهرني هو رغم الحرب الشعواء الذي يواجهه الشعب المصري غير أنه قوي وصامد ويحقق كل يوم إنجاز علمي أو إنجاز تنموي وتجد هناك المعدات تعبد الطريق وشارع آخر حفريات لتحسين البنية التحتية وفي منطقة أخرى تنشأ الكباري وما بين إنجاز وإنجاز هناك مدن حضرية تعمرها الأيادي البطلة ولا يمكن أن لا تذكر العاصمة الإدارية الجديدة لؤلؤة القرن.
وها هي مصر تقود العالم العربي بسياسة فطنة وحكيمة لمعالجة أزماتها وتعمل على تهدانه مشاكلها وتقارب بين الإخوة العرب ودون ضجيج إعلامي وتقود العالم لمعالجة مشكلة المناخ فأي عظمة أكثر من ذلك.
إن مصر اليوم تنبؤ مراكز متقدمة في كل المجالات وتعالج إشكاليات كجراح خبير وتعد المشكلة الاقتصادية هي معضلة كل دول العالم دون استثناء ونقرأ ما تشهده الشعوب من إشكاليات وصراعات ونكبات وكوارث وأزمات غير أنه فضل ابن العروبة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية يسير بها بعيد أن الأمواج العاتية محافظ على بلدة وشعبة للوصول إلى مرفأ الأمان، فأثبتت الأيام والصعاب انه قياديا وربانا ماهرا، يدرك تماما المخاطر وما هي المعالجات وأن كان يعتقد البعض أنها قاسية ولكن نحن الذي عانينا إشكاليات السياسة والاقتصاد ندرك تماما حكمة وشجاعة الرجل وحكمته وحسن تدبيره وبصيرته والذي افتقدناها في بلدنا بعد 2011م ووصلنا إلى ما وصلنا آلية.
إن المشاكل الاقتصادية لا توجد في مصر إذا قارناها بما تعاني أوروبا وحتى أمريكا وبعض الدول العربية المليئة بالنفط لأن الخير فيها أصيل ولا أنكر وجود إشكالية ولكنها ليست كما يسعى البعض للترويج لها وما تعانيه حاليا هي رياح تمر على دول العالم والمنطقة وسوف تعبر بسلام لأن الشعب المصري يدرك أن كل العالم تضرر جراء الأزمات الجارية في العالم ومصر جزء منها ولا أبالغ أنه فضل الحكومة وسياساتها خففت كثيرا من آثار ذلك على المواطن المصري.
اليوم يعيش ملايين العرب والأجانب في مصر بفضل الأمن والأمان والاستقرار الذي افتقدوه في بلدانهم فالشكر والتقدير موصول لكل مصري وعربي أصيل أحب مصر فحافظ على أمنها واستقرارها واقتصادها وعلينا جميعا كعرب جميعا الوقوف مع هذا البلد الذي اصبح وطننا الثاني لاننا نعيش فية دون الشعور اننا غرباء بل اننا شركاء في البناء والامن والتنمية.