بعد عمرٍ حافلٍ قضاه في حمل مشاعل الكلمة وإضاءة دروب الإبداع الثقافي والأدبي، رحل يوم أمس الشاعر المبدع والناقد الفذ والمفكِّر الحصيف الأستاذ عبدالله علوان الحناني.. الذي وافاه الأجل في المستشفى عن عمرٍ قارب السبعين عاماً، بعد صراعٍ مريرٍ مع داء السكري الذي رافق منعطفات تجربته الثقافية والإنسانية ومحطات عطاءاته غير المحدودة لعقودٍ من الزمن، تلك المسارات والمسافات التي كان فيها الحاضر الدائم والعنصر الفاعل المتأثر والمؤثر في انفعالات وتحولات المشهد الإبداعي والثقافي.. داعب القصيدة منذ نعومة أظافرهما معاً، وأدمن رائحة الحبر والورق منذ بداية وعيٍ وشبيبة فكر، حتى غدا اسماً لامعاً، مضيئةٌ بحضوره سطورُ الكتابة ومتلألئةٌ بإسهاماته تخومُ الإبداع الأدبي والثقافي المختلفة.. * والأستاذ عبدالله علوان (شاعر وناقد وقاص) من مواليد منطقة ذبحان بمحافظة تعز في العام 1946م.. وقد أصدر ديوانه الشعري الأول (مزامير الزمن القرمطي) مطلع ثمانينيات القرن الماضي ثم أصدر ديوانه الثاني (روضة الحارثي) في العام 2000م، وتلت ذلك مجموعته القصصية (رقبة الزير) في العام 2002م.. وله في مجال النقد الأدبي إسهامات كثيرة أغنى بها المكتبة الثقافية والأدبية اليمنية، من أهمها اشتغالاته على تجربة شاعر اليمن ورائيها الراحل الأستاذ عبدالله البردوني، فقد كتب عنه الكثير من الدراسات الهامة والمفيدة لدارسي ومتابعي تجربة البردوني، وجمع عدداً كبيراً منها في كتابين هما (المأسوي والهزلي في شعر البردوني) و(بردونيات النص والمنهج).. وله في مجال النقد الأدبي أيضاً كتاب (القصة اليمنية.. الموقف والأسلوب). * وله من المؤلفات ما لم يرَ النور بعد شعراً ونقداً وسرداً ومن ذلك (شعر الزبيري من التنوير إلى التثوير) و(نظرية المعرفة القرآنية) و(دراسة في النقد الأدبي) و(حمينيات دراسة في الشعر الحميني) و(مأساوية الشاعر العربي) و(نقد الشعر الحديث) و(مواسم الجدب خمسة دواوين شعرية) و(الإنذار الأخير) و(زمن النحس) مجموعتان قصصيتان.. * وفي سيرة الأستاذ عبدالله علوان النقابية تبرز ثلاث محطات مهمة هي: مساهمته في تأسيس نقابة المواصلات عام 1973م بصنعاء، حين كان واحداً من أبرز موظفي شركة البرق اليمنية، ومساهمته في تأسيس نقابة الصحافيين اليمنيين عام 1976م، ثم إسهامه المميز في تأسيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فرع صنعاء في العام 1976م، وشغل في النقابات الثلاث مواقع قيادية مهمة..