لم يصل شعب من الشعوب إلى ما وصل إليه الشعب اليمني من الإفلاس السياسي وانعدام الخيارات الوطنية، شعب خذلته النخب السياسية، ليس لديه نخب وطنية شريفة تقوده لخوض غمار الثورة والتحرر، أصبح شعبا يائسا كل أمله أن ينام ويصحو على قائد يقوده وهو أمل واهٍ محكوم عليه بالموت. اليمن هو البلد الوحيد الذي تعيش حكومته الشرعية منذ ثماني سنوات في المنفى، وهو البلد الوحيد الذي لديه وزير دفاع بدون جيش ووزير داخلية بدون أجهزة أمنية، وهو البلد الوحيد الذي صمت برلمانه عن كل ما يمس السيادة الوطنية ومخالفات الحكومة ولو كان في بلد آخر لضجت الأحزاب والمكونات السياسية واعتبرت ذلك خيانة وطنية، لكن في اليمن يعد هذا الصمت سلوكا وطنيا. اليمن البلد الوحيد الذي يهاجر فيه نواب البرلمان من حزب إلى مليشيا، وهذا العمل وفق جميع المقاييس يعد خيانة وطنية، لكن في اليمن يعد نضالا وطنيا ومن يعترض عليه، فهو خائن وغير وطني، واليمن هو البلد الوحيد الذي يتحدى فيه نائب الرئيس رئيسه ويمنعه من العودة إلى البلد ويستخدم مليشياته ضد الشعب ومؤسسات الدولة ويتحدى الدولة المركزية ويسافر بجواز سفر الجمهورية اليمنية ويتحدث باسم مليشيا. اليمن هو البلد الوحيد الذي يبارك مجلس قيادته الاتفاق السعودي الإيراني ويرفض الاتفاق اليمني وهو البلد الذي لديه هيئة مصالحة تحرض على بعضها وضد البلد وهو البلد الوحيد الذي لديه مليشيات في السلطة تطالب الحكومة المركزية بسحب قواتها لكي تحل محلها. اليمن البلد الوحيد الذي جاء التحالف للقضاء على مليشيا واحدة وأنتج عشرات المليشيات، وهو البلد الوحيد الذي لديه حكومة تدير الفساد وتدعو إليه وتحارب الإصلاح، وهو البلد الوحيد الذي تصر أحزابه على تدميره وتدمير نفسها وهو البلد الوحيد الذي يعمل فيه البرلمان والحكومة والأحزاب بنشاط ضد احتياجات الشعب اليمني وإفقاره وتجويعه.
