استقبل المشير عبد الفتاح السيسي المرشح لرئاسة الجمهورية، مساء الأربعاء، وفدًا من سفراء دول أمريكا اللاتينية، وهم ممثلون عن دول «كوبا، البرازيل، الأرجنتين، بيرو، الإكوادور، بنما، وشيلي، المكسيك، باراجواي، كولومبيا». وقال «السيسي»، خلال اللقاء، إنه من الضروري عرض الصورة الحقيقية لما يدور في مصر، خلال المرحلة الراهنة، وتوضيح تلك الصورة لمختلف دول العالم، من أجل الفهم الواعي لما دار في البلاد بعد أحداث ثورة 30 يونيو، التي خرج خلالها المصريون ليعبروا عن رغبتهم الحقيقية في التغيير، ودعمهم الجيش، انطلاقا من العلاقة الوثيقة بين الشعب المصري وقواته المسلحة. وأشار إلى أن مصر تعيش مشكلات ضخمة، والأنظمة السابقة لم تهتم بعلاج هذه المشكلات، وركزت جهودها في الوصول على الحكم، والاستمرار بمواقع السلطة، لافتًا إلى أن جماعة الإخوان لم تكن لديها فكرة عن كيفية إدارة الدولة المصرية، وحاولت بشكل مباشر وغير مباشر الدخول إلى مختلف مؤسسات الدولة والسيطرة عليها. وذكر المشير أن الهوية المصرية وطنية وليست عقائدية، تسمح لكافة المواطنين بأن يعيشوا في مصر، بغض النظر عن دينهم، موضحًا أن النظام السابق لم ينجح في إصباغ الدولة المصرية بالصبغة الدينية من وجهة نظرهم، لأنهم كانوا يسعون لخلق فاشية دينية وصراعات في المنطقة. وتطرق إلى أن المصريين لم يسمحوا للإخوان باختراق هويتهم، فالشعب المصري يتميز بالسماحة والتدين، إلا أنه خرج إلى الشوارع بالملايين لوقف الاعتداء على الهوية، بعدما أحس أنه مقبل على دولة دينية، ستتحول إلى بؤرة للإرهاب في المنطقة. وبيّن عبد الفتاح السيسي أن مصر لديها مشكلات تتطلب طرح برنامج لا يعتمد على الحكومة والنظام فقط، وإنما يستنهض همم المصريين، من أجل تحقيق تطور حقيقي على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مشيرًا إلى أن برنامجه الانتخابي يستهدف تحقيق الأمن والاستقرار من جانب، والتنمية الشاملة من جانب آخر. وأضاف: «ليس أمامنا خيار سوى التحرك بمنتهى القوة والسرعة، فلا يمكن أن نترك الأجيال القادمة محملة بميراث ثقيل من الأعباء والمشكلات المزمنة». ونوه المشير السيسي بأن تحقيق التنمية في مصر يحتاج إلى تمويل كبير، وموارد ضخمة، إلا أن المحور الأهم في المرحلة القادمة هو حشد القدرة الذاتية للمصريين، إلى جانب دعم وتحفيز الاستثمارات العربية والأجنبية، مضيفًا: «لو نجحت مصر في تحقيق تلك المهمة وسط بيئة أمنية مستقرة سنحقق طفرة حقيقية، في ظل الدعم الذي يقدمه لنا الأشقاء والأصدقاء». وفى رده على سؤال من الوفد الدبلوماسي حول مستقبل التعاون بين مصر ودول أمريكا اللاتينية، رأى أنه لن يستطيع أحد عرقلة التعاون المشترك بين مصر ودول أمريكا اللاتينية والعالم أجمع، موضحًا أن المشكلات التي تواجه مصر في الوقت الراهن تتطلب التعاون مع كافة دول العالم للتغلب عليها. وذهب إلى أن المجتمع الدولي لم يعد قائمًا على فكرة الاستقطاب بل أصبح يعتمد على نسق التعاون بين مختلف الدول، مشيرًا إلى أن هناك موضوعات على الصعيد المصري لا تحتاج إلى التمويل، ولكن تحتاج فقط إلى إرادة سياسية حقيقية، مثل دعم عملية التحول الديمقراطي، وخلق فرص أكبر للشباب في الحياة السياسية، والاهتمام بقضايا حقوق الإنسان، باعتبارها أحد الملفات التي يمكن تطويرها في المرحلة المقبلة. من ناحية أخرى، شكر الوفد الدبلوماسي حرص المشير عبد الفتاح السيسي على التواصل معهم، رغم من انشغاله بمهام الحملة الانتخابية، موضحين أن بلادهم على استعداد كامل لدعم مصر ومعاونتها.