دعا الجنرال خليفة حفتر لجنة القضاء العليا إلى تشكيل حكومة أزمة والتي ستقود البلاد وتجري إنتخابات عامة في 25 يونيو/حزيران القادم. وحسب رأي حفتر فان الحكومة الحالية والبرلمان قد فقدا الشرعية لعدم تمكنهما من التخلص من المتطرفين والذين يتحركون بدون أي عقاب في أنحاء البلاد. وأعلن في هذا السياق وزير الثقافة الليبي أنه يؤيد الجنرال حفتر معتبرا أنه "لا يعترف بالمؤتمر الوطني العام في البلاد" ،كما أعلنت كذلك وزارة الداخلية الليبية عن إنخراطها في حملة " شرف ليبيا ضد الارهاب" والتي بدأها حفتر في الاسبوع الماضي من بنغازي ، والتي إمتدت الى العاصمة طرابلس فيما بعد . ودعت الوزارة مناصيرها الى الالتحاق بالتحرك العام لحماية المؤسسات الحكومية والمواطنين . كما أعلن حفتر بنفسه بأنه ينوي تنظيف ليبيا من "الاخوان المسلمين" وكافة المتطرفين الاسلاميين. على الرغم من ذلك ،فليس كل سكان البلاد مستعدون لتصديق حقيقة موقف الجنرال ، كما تقول الناشطة السياسية الليبية وعد ابراهيم: "الجماعات التكفيرية في ليبيا أصبحت تسيطر على كل مفاصل الدولة ، التعليمية والثقافية والاقتصادية ، وتقوم بالقتل والتعذيب والاغتصاب بدون حسيب أو رقيب . نحن قبل كل شيئ مع قتل هذه الجماعات التكفيرية ومع تطهير وتنظيف ليبيا من هذه الجماعات من أجل إنقاذ أهلنا وأسرانا من التعذيب ،لكن لسنا مع حفتر كشخص ،لانه خان ليبيا مرتين ،نحن مع إرادة الشعب الليبي". ويعتقد المحلل السياسي اللبناني علي شندب أن هناك مواقف مختلفة من شخصية الجنرال حفتر ، لكن يمكن له أن يتكل على بعض التأييد من الليبيين ،وتابع يقول: "قد يكون هناك إلتفاف من الشعب الليبي حول حفتر ،ليس قناعة به ،هم يعلمون أنه من حلفاء الناتو ومن الفصائل التي قاتلت معه، لكن برأيهم هو أقل سوء وأقل خطرا وضررا من الميليشيات الاسلامية الناتوية التي فتكت في الليبيين وفي أموالهم وممتلكاتهم ،وأن السلطة الحاكمة في طرابلس واجهة لهولاء المليشيات القاعدية وخصوصا الجماعة الاسلامية العاملة بقيادة بلحاج وحركة أنصار الشريعة". يشير الخبراء الى ان ظاهرة التأييد للجنرال حفتر من قبل المؤسسات الحكومية واجهزة الأمن سوف تأخذ طابعا متزايدا من التأييد والدعم. ولم يتبقى امام الليبيين سوى خيار بسيط واحد: إما العيش في ظل السلطات الحالية او تأييد تحركات حفتر. لقد سئم الليبييون من عدم فعالية السلطات الليبية الحالية ،ولهذا يمكن القول بأن العديد من المواطنين مستعدون لاعطاء الجنرال حفتر فرصة لتصحيح الأوضاع. والسؤال هنا هل سيكون له تأييد واسع من قبل الشعب، هذا ما ستكشفه لنا الانتخابات القادمة في البلاد. * صوت روسيا