نظم مركز ابن عبيدالله السقاف لخدمة التراث والمجتمع بسيئون مساء الأربعاء 30/ 10 / 2013م محاضرة بعنوان (جمعية الحق رائدة النهضة في حضرموت) ألقاها الباحث الاستاذ هشام كرامة الرباكي عضو اتحاد الأدباء والكتّاب اليمنيين وذلك بحضور عدد من الأكاديميين والتربويين والشخصيات الاجتماعية . وفي بداية المحاضرة تطرّق الباحث الرباكي إلى الدوافع والأسباب التي أدت إلى بروز جمعية الحق كمؤسسة اجتماعية تنويرية و توعوية و رافد مهم للدولة في حضرموت وأهم هذا الأسباب الشعور والإحساس بحاجة الناس والمجتمع لمثل هذه الأنشطة المجتمعية الجادة , إضافة إلى أفرزته هجرة الحضارمة إلى الخارج حيث كان للهجرة الدور الكبير والبالغ في تأسيس الجمعية على اعتبار قاعدة التأثر والتأثير , فقد قاموا بأخذ ما يتناسب مع قيم وموروث المجتمع الحضرمي من مختلف المهاجر الحضرمية ذلك الحين إسهاماً منهم في النهوض بالمجتمع ووضع التوازن باتجاه التغيرات العالمية للنهوض بمجتمعهم إلى الأعلى والأفضل , مشيرا في سياق حديثه إلى أن جمعية الحق تأسست في سنة 1333ه واتخذت من مدينة تريم مركزا لها وقد كان لها قانون في غاية من الضوابط الدقيقة والناضجة مما يجعله مرجع في شأنه يعكس واقع النضج الفكري والاجتماعي والقيم السائدة ذلك الحين , فقد كان نظامها الأساسي يضم 27 مادة علاوة على بعض اللوائح التنظيمية الأخرى , وكل ذلك يحدد بشكلٍ عام الأهداف من تأسيس الجمعية وعلاقة الأعضاء بها لافتا إلى أن جميع فقرات قانون الجمعية تنبثق من أحكام الشريعة الاسلامية ومقاصدها وأعراف المجتمع. كما أشار الباحث الرباكي إلى أن جمعية الحق وبعد تأسيسها بشهر واحد قامت بتأسيس مدرسة الحق في محرّم سنة 1334ه وهي تعدّ من المدارس النظامية التابعة لها , وقد كانت من عناصر النهضة الفكرية والثقافية في حضرموت آنذاك , فقد انخرط فيها العديد من النشء والطلاب الذين كان لهم فيما بعد دور كبير وملموس في المجتمع منهم العلامة محمد بن احمد الشاطري الذي أسس جمعية الأخوة ومدرسة الأخوة على إثر مدرسة الحق التي درس بها, وكذلك الشيخ سالم سعيد بكيّر وحامد السري والقاضي مبارك باحريش وعدد آخر من العلماء الأجلاء . هذا وقد سطّر الباحث هشام الرباكي دور الجمعية وأهدافها السامية التي شكلّت عمودا فقريا للنهضة الفكرية في حضرموت في القرن الرابع عشر الهجري , وذلك في كتابه الذي صدر عن دار حضرموت للدراسات والنشر بعنوان ( جمعية الحق رائدة النهضة في حضرموت ) ويعدّ هذا الكتاب الذى أتى في نحو 166 صفحة توثيقا هاماً لصرح ٍ كبير بذل من خلاله الباحث جهدا أضاف به الكثير خدمة للمكتبة الحضرمية , وللأجيال جدير بالمطالعة والاقتناء.
