تواصلت مساء أمس أعمال ندوة ( الموسيقى في اليمن آفاق تطورها) بمشاركة عدد من الباحثين المهتمين والدارسين الموسيقيين. حيث قدم الدكتور "جان لامبرت"-رئيس المركز الثقافي الفرنسي- ورقة عمل بعنوان:(الغناء الصنعاني مدخل تصنيفي) أكد في بدايتها على صعوبة تصنيف الألحان والأشكال الموسيقية على العالم الموسيقي (وتكون أكثر صعوبة في الغناء الصنعاني). مشيراً إلى وجود أشكال لحنية في الغناء الصنعاني، تعرف ب(المعاني) وهذا الاعتراف (يتم ضمنياً بواسطة تطبيق نصوص جديدة على نفس اللحن، وتطبيق عدة ألحان على نفس النص) وقسم الباحث الفرنسي "لامبرت" اللحن النمطي إلى أربعة أقسام هي: -الدائرة الإيقاعية، ومطلع القصيدة (أي التصنيف الهجائي)، والوزن الشعري ( أي أنه يمكن تطبيق نفس اللحن على عدة قصائد ذات وزن واحد)، والمقامات اللحنية. وقدم الباحث الموسيقي طارق باحشوان عن (الغناء في حضرموت وخصائصه الفنية) أشار فيها الى مميزات الغناء الحضرمي مثل: سبق اللحن للكلمات في الغالب، موضحاً أن أبرز مصادر الغناء الحضرمي هي: الدان الحضرمي باقسامه:(الريفي، الهبيشي، الغياضي، الشبواني) وغناء الزفين، والإنشاد الديني الذي أبرز لون العوادي (الحكمي)، وغناء الرقصات والأهازيج الشعبية. وقدم الباحث الدكتور/ هشام محسن السقاف- ورقة عمل الموسيقى وعلاقتها بالرقص في لحج/ القمندان نموذجاً) أشار فيها إلى خطأ الاعتقاد بأن الأمير العبدلي أحمد فضل القمندان هو صانع العطاء الفني في لحج من غناء ورقص وألحان وأشعار. وانطبعت في الأذهان ريادته وعبقريته، وكأن الأرض اللحجية كانت قاحلة، وأرضاً يباباً قبل أن يأتي قمندانها الأمير، ويحرث الأرض، ويبذر بذور النماء الفني فيها. والحقيقة أن القمندان قد اضطلع بدور الباعث لهذه الفنون من صمتها الطويل استنطق الأشعار والأهازيج وأحالها إلى أغان يتكامل فيها اللحن بالكلمة والرقص استناداً إلى الموروث الشعبي في لحج وخارجها). وخلص الباحث السقاف في ورقته بأن ازدهار لحج بالأعمال الفنية والتراثية يعود إلى عدةاسباب، أهمها: البيئة اللحجية الزراعية، الوضع المالي في السلطنة، اتسام السلاطين بقدر من المسئولية الثقافية.