تزور الغواصة النووية البريطانية تايرليس اليوم ميناء مستعمرة جبل طارق التي تطالب باستعادتها اسبانيا بعد ان باءت كافة المساعي الدبلوماسية الاسبانية بالفشل للحيلولة دون رسو هذه الغواصة بالقرب من الشواطىء الاسبانية. وفي الاسبوع الماضي حضرت الاميرة البريطانية ( آن ) احتفالات الذكرى المئوية الثالثة لاحتلال البريطانيين جبل طارق عام 1704 في موقف غير ودي تجاه الاسبان. واعتبر وزير الخارجية الاسباني ميغل انخل موراتينوس توقف الغواصة النووية بانه عمل استفزازي من قبل القيادة البحرية البريطانية موضحا ان هذا الامر سيترتب عليه نتائج من جانب مدريد. ووصف بيان وزارة الخارجية الاسبانية هذا الموقف بأنه يعد نقطة سلبية في العلاقات الجيدة بين البلدين معربا عن انزعاج حكومة اسبانيا واستيائها العميق لانعدام الاحساس البريطاني نحو الرأي العام الاسباني الرافض لتوقف هذه الغواصة في ميناء جبل طارق. وعلى الرغم من الاستياء الاسباني فان الحكومة الاشتراكية الحالية واسوة بما فعلته الحكومات الاسبانية المتعاقبة لن تستخدم الا الطرق الدبلوماسية لحل النزاع القائم بين مدريدولندن . ويبلغ عدد سكان جبل طارق الذين يطلق عليهم في اسبانيا تسمية يانيتوس حوالي الثلاثين الفا غير ان عدد الشركات المسجلة في المستعمرة الصغيرة هو اضعاف عدد السكان والمستعمرة هي عبارة عن سوق حرة وعليها يعيش اليانيتوس . وقد استخدمت اسبانيا جميع الوسائل على امتداد القرون الثلاثة الماضية لحل مشكلة التهديد والترغيب ولم ينفع اغلاق الحدود عام 1969 في عهد الجنرال فرانكو ولا اعلان بروكسل عام 1984 لفتح المفاوضات وتقديم مختلف التسهيلات لسكان المستعمرة ولاحتى شهر العسل بين ازنار وبلير في مفاوضات عام 2002 من اجل التوصل الى حل واذا ابقت لندن الحل في ايدي اليانيتوس فان المشكلة ستستمر ثلاثة قرون اخرى .