أعلنت شرطة فرانسيسكو الفيدرالية في الساعة الرابعة والنصف من عصر يوم الاثنين الماضي حالة الطوارئ القصوى، مستنفرة المئات من رجالها نحو المطار بعد تلقيها بلاغاً من عملائها على متن إحدى الطائرات بخبر عن وجود راكب يحمل جواز سفر يمني كان يعد للقيام بعمل إرهابي، وأن معه مساعدين على نفس الرحلة. وكان المواطن اليمني ضمن رحلة (Virgin Atlantic) المتجهة لندن من سان فرانسيسكو، وقد أثار ريبة بعض المسافرين الذين أساءوا فهم سلوكه العفوي، عندما أخرج معدات النجاة من تحت مقعدة مع بداية تحرك الطائرة باتجاه مدرج الإقلاع، وأخذ يتأمل بها، ويقلبها.. وبحسب مسئولي ال(FBI)، فإن مخاوف المسافرين الجالسين بالجوار ازدادت بعد أن تحدث المذكور إلى شخص يعرفه في مقعد آخر، فهموا منه أنه يشير إلى (السلطات)، ثم اتفق الأمر أن شهدت الطائرة قيام عدد من الركاب –يقدرون بخمسة- بتغيير أماكنهم منتهزين وجود مقاعد فارغة، مما دفع بعدد من المسافرين إلى المبادرة بإبلاغ الطاقم الملاحي للطائرة بشأن ما دارت في مخيلاتهم من شكوك. ويضيف (لاري كيوي Larae Quy) العميل الخاص لمكتب التحقيقات الفيدارالي بأنه تم إعادة الطائرة، من أداراجها، وقام رجال التحريات باعتقال المسافر اليمني على الفور، وباشرت عشرات رجال الشرطة الفيدراليين عمليات تفتيش وبحث دقيقة، تضمنت الاستعانة بكلاب بوليسية مدربة على شم المتفجرات، فضلاً عن القيام بالتحري في الملفات الإلكترونية للرجل. فيما أشار (مايك ماككارون Mike Mccarron) المتحدث باسم شرطة فرانسيسكو- إلى أن تفتيش الطائرة استغرق ثلاث ساعات، وأن الاعتقال شمل أيضاً الشخص الذي تحدث إليه المسافر اليمني، مضيفاً: بعد أن تم التأكد من الأمر برمته لا يتعدى الأوهام، وربما تولدت تلك الأوهام من قيام السلطات الأمنية الأمريكية قبل يوم واحد فقط برفع درجة الحذر الأمني من (الأصفر) إلى (البرتقالي)- فقد سُمح للطائرة بالإقلاع مجدداً، إلاَّ أنها بعد تحليقها بقليل عادت ثانية إلى فرانسيسكو جراء الفوضى العارمة التي سادت الطائرة ولم يحتملها الطاقم الملاحي. لعل أسف المسئولين الأمريكيين الذين وزعوا الهلع في نفوس مواطنيهم بأوهام التهديدات الإرهابية للولايات المتحدة لم يبدل من النتائج قيد أنمله.. فقد تأخرت الطائرة (البوينغ 147-400) عشرين ساعة، ولم تبرح سان فرانسيسكو إلاّ في الساعة (2:30) من بعد ظهر الثلاثاء، وتعطلت مصالح (370) مسافراً، وستدفع الشركة تعويضاً لهم، فضلاً عن كون التأخير ينجم عنه خسارة (فيرجن أتلانتك) حوالي (20) ألف دولار، وليس من سبب سوى أن الإدارة الأمريكية هيأت نفوس مواطنيها بالأوهام والهواجس المخيفة التي سرعان ما ترجموا بها عفوية، أو فضول ذلك المواطن اليمني على أنها عملٌ إرهابيٌ، موجه ضد حياتهم.