قتل 16 اسرائيليا واصيب أكثر من 100 بجراح بينهم سبعة في حالة خطرة في عمليتين تفجيريتين نفذتا أمس في حافلتي ركاب في مدينة بئر السبع في جنوب اسرائيل. واعلنت كتائب عزالدين القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" مسؤوليتها عن العمليتين اللتين استشهد منفذاهما، واعتبرتهما انتقاما لاغتيال اسرائيل قادتها الشيخ احمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي. وفي الخليل، أكدت مصادر متطابقة، مساء امس، ان منفذي العمليتين التفجيريتين في حافلتين اسرائيليتين في مدينة بئر السبع هما الشهيدان احمد عبد العفو عبد الفتاح القواسمي (20 عاماً) ونسيم محمد علي الجعبري (22 عاماً) من مدينة الخليل. وذكر مسؤول إسعاف إسرائيلي أن حافلتي ركاب انفجرتا في توقيت متزامن تقريبا. وأعلنت "نجمة داود الحمراء" أن العملية المزدوجة أسفرت عن مقتل 16 شخصًا وإصابة حوالي 100 آخرين، جراح بعضهم خطرة. وقدم أفراد "نجمة داود الحمراء" العلاج لعشرات المصابين، الذين نقلوا جميعهم إلى مستشفى "سوروكا" القريب من مكان وقوع العملية، حيث وُصفت جراح سبعة منهم بأنها خطرة، وجراح نحو 20 بالمتوسطة، فيما يعاني الآخرون من جروح طفيفة. وقد اختار منفذا العمليتين حافلتين انطلقتا بشكل متتالٍ تحمل إحداهما رقم 15 والاخرى 36، حيث قاما بتفجير الحزامين الناسفين اللذين بحوزتهما كل في الحافلة التي كان يستقلها في تمام الساعة 02:55 بعد ظهر امس، حيث وقع الانفجار قبالة بلدة بئر السبع وبالقرب من مستشفى "سوروكا" في المدينة0وتسبب أحد الانفجارين في اشتعال النار في حافلة وتحطيم جميع نوافذ الحافلة الثانية. وسارعت قوات الشرطة بتطويق المنطقة مسرح الانفجار والبحث عن متفجرات أخرى. ودخل أحد رجال الاطفاء الحافلة المشتعلة فيما سارع آخرون بإطفاء النار وحمل المسعفون المصابين داخل سيارات الاسعاف. وبعد دقائق من الانفجارين الاولين ترددت أنباء عن وقوع انفجار ثالث في مركز تجاري في المدينة الصحراوية لكن ثبت لاحقا أنه إنذار كاذب. وقالت مصادر امنية ان هذا الهجوم، نفذه انتحاريان فجرا الشحنات التي كانا يحملانها بعد ثلاث دقائق من صعودهما الى الحافلتين في محطة بئر السبع الرئيسية. واضافت المصادر الامنية انه تم العثور في مكان الانفجار على جثتين لم تحدد هويتهما وقد تكونان لمنفذي هذا الهجوم. وكانت المسافة التي تفصل بين الحافلتين اللتين تعبران وسط المدينة عشرات الامتار عندما وقع الانفجاران. وقتل 12 شخصا في الانفجارين وتوفي أربعة آخرون في المستشفى. وذكرت مصادر عسكرية إسرائيلية إنه تم إغلاق المنطقة بشكل كامل، كما نشرت العديد من الحواجز العسكرية في مدينة بئر السبع تحسباً لوقوع مزيد من العمليات، وللبحث عن شريك محتمل لمنفذي العملية . وقالت إن شدة الانفجار أسفرت عن وقوع إصابات في صفوف ركاب السيارات التي كانت قريبة من الحافلتين، حيث وقع الانفجار المزدوج خلال توقفها على إشارة مرورية. وذكرت أن شدة الانفجار أدت إلى تهشيم زجاج السيارات ما أدى إلى وقوع إصابات. وذكرت مصادر أمنية إسرائيلية أن المفوض العام للشرطة الإسرائيلية الفريق موشيه كرادي أصدر تعليماته بتعزيز التدابير الأمنية في جميع أنحاء الدولة العبرية، وإعلان حالة التأهب القصوى. واعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) في بيان لها مسؤوليتها عن العملية المزدوجة في مدينة بئر السبع . وقال البيان "ان كتائب عز الدين القسام تزف نبأ العمليتين الاستشهاديتين البطلتين اللتين ما هما الا رد من سلسلة الردود التي وعدت بها كتائب القسام على استشهاد قادة حركتها الشيخ احمد ياسين والدكتورعبد العزيز الرنتيسي". وتابع البيان ان العملية ايضا "هدية لابنائنا الاسرى في السجون والمعتقلات ومناصرة لهم في معركة الامعاء الخاوية، وهدية لابناء شعبنا في مخيم رفح وحي الزيتون في قطاع غزة". وتوجه البيان الى رئيس الوزراء الاسرائيلي ارئيل شارون ووزير دفاعه شاؤول موفاز قائلا "ان ظننتم ان استشهاد قادتنا سيضعف من هممنا فانتم واهمون فان استشهاد قادتنا لن يزيدنا الا اصرارا على مواصلة الجهاد حتى تحرير اخر ذرة من تراب ارضنا ومقدساتنا". وتعهد البيان في رسالة إلى الشعب الفلسطيني "بأن يكون هذا الرد شرارة من شرارات البركان الذي بدأ بالثوران". مضيفا أن التأخر النسبي للردود لم يكن إلا من الاعداد الجيد للعمليات ونعدكم أنها ستستمر حتى دحر الاحتلال". كما وجه البيان رسالة إلى الشعب الاسرائيلي حيث قال "إن قادتكم اعتدوا على أبناء شعبنا الاعزل من قتل وتدمير وديننا أمرنا بأن نصد العدوان عن أنفسنا بمثل ما اعتدى به علينا.. وإنكم انتم من اخترتم قادتكم واخترتم أنفسكم لتكونوا درعا لهم فما أكثر الضربات التي سيتلقاها درعكم". وتابع البيان "هذه هدية إلى المهاجرين الذين أتوا حديثا إلى أرضنا ونقول لهم أن هذه أرضنا فانتظروا". وقد اغتالت اسرائيل الشيخ ياسين مؤسس حركة حماس ومرشدها الروحي في 22 اذار في غزة والرنتيسي قائد الحركة في غزة ايضا في 17 نيسان/ابريل وفور وقوع العملية، بدأ وزير الدفاع الإسرائيلي، شاؤول موفاز، بإجراء مشاورات مع كبار المسؤولين في الجهاز الأمني في ديوانه الكائن في مجمّع ال"كِرياه" في تل أبيب. وفي أعقاب العملية، أجرى شارون مكالمات هاتفية مع الوزير موفاز، ورئيس جهاز الأمن العام "الشاباك"، ورئيس هيئة الأركان، وبحث معهم "سبل الرد على العملية ومواجهة الإرهاب". وكانت قوات الاحتلال قد دهمت مساء امس، منزلي الشهيدين في منطقتي عين سارة ووادي ابو عياش شمال وشمال شرقي الخليل . حيث قدرت مصادر من عائلتي الشهيدين ان تكون عمليتا الدهم لمنزلي العائلتين في اطار التحضير لنسفهما في وقت لاحق. وأوضحت مصادر تقيم بالقرب من منزل الشهيد الجعبري، ان القوة العسكرية الاسرائيلية التي دهمت المنزل، نكلت بعدد من افراد العائلة. الى ذلك، فرضت قوات الاحتلال، مساء امس، حصاراً مشدداً حول مدينة الخليل، وذلك عبر اغلاق كافة مداخل المدينة (مخارجها) بالسواتر الترابية، فيما تحدثت مصادر منفصلة مع "الايام" عن عمليات احتجاز وتنكيل نفذتها دوريات جيش الاحتلال في مواقع مختلفة من المدينة، لا سيما في واد الهرية، وعند مدخل بلدة بني نعيم الغربي، جنوب وشرق المدينة. .