تبنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي العملية الفدائية التي استهدفت اليوم مركزا تجاريا في مدينة نتانيا شمال تل أبيب، وأسفرت عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة أربعين آخرين حالة ستة منهم حرجة للغاية.. وقالت السرايا في بيان لها إن منفذ العملية هو "الاستشهادي" أمين لطفي أبو سعدة (21) عاما، وإنها نفذت العملية انتقاما لمقتل قائدها لؤي السعدي. وأكد أبو سعدة في شريط فيديو ظهر فيه –قبيل تنفيذ الهجوم- أنه ينوي القيام بالعملية انتقاما لمقتل قادة السرايا. وكان القائد السياسي بحركة الجهاد حبيب خضر قد وصف في اتصال هاتفي مع الجزيرة الهجوم، بأنه عملية بطولية تأتي ردا على الانتهاكات التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني. وفيما يتعلق بكيفية وقوع الهجوم، نقل مراسل الجزيرة بالقدس عن مصادر أمنية إسرائيلية تأكيدها أن الفدائي الفلسطيني كان يهم بدخول مركز شارون التجاري بمدينة نتانيا، لكنه تراجع عن ذلك عندما شك حراس أمن المركز في أمره.. وقالت المصادر إن الفدائي قرر آنذاك تفجير الحزام الناسف الذي يرتديه عند مدخل المركز وبين المارة.. وأعرب وزير الشرطة الإسرائيلية في تصريح لمراسل الجزيرة عن قناعته بأن الشرطة سوف تتمكن قريبا جدا من كشف خيوط هذه العملية، ومعرفة الطريقة التي استطاع بها الفدائي الوصول إلى المركز التجاري.. وأشار المراسل إلى أن بعض الجهات الإسرائيلية ذهبت لاتهام المواطنين العرب في إسرائيل بمساعدة الفدائيين الفلسطينيين على الوصول إلى أهدافهم في قلب المدن الإسرائيلية، غير أن المواطنين العرب رفضوا هذه التهديدات مؤكدين أنها تندرج في إطار الحملة الإسرائيلية التي تستهدفهم طوال الوقت. ويرى مراقبون أن هذه العملية والتي تعتبر الأولى من نوعها منذ نحو ستة أسابيع، تشكل ضربة قوية للتهدئة الهشة التي جرى التوصل لها بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني في فبراير/ شباط الماضي. من جانبه دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون إلى اجتماع مع القادة الأمنيين مساء اليوم لدراسة رد الفعل المناسب على هجوم نتانيا، وسط توقعات بأن يكون الرد عنيفا. من جهة أخرى أعلنت حالة التأهب الأمني القصوى في كافة أنحاء إسرائيل، كما فرضت الشرطة طوقا أمنيا محكما على منطقة الانفجار. ورغم إدانة السلطة الفلسطينية للعملية وتعهد رئيسها محمود عباس بملاحقة منفذيها، إلا أن الخارجية الإسرائيلية حملت السلطة المسؤولية عنها واتهمت عباس بالتراخي باتخاذ إجراءات ضد فصائل المقاومة الفلسطينية المسلحة.. وتأتي هذه التطورات بعد ساعات قليلة من إصدار وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز أوامره لجيشه باستهداف الناشطين الفلسطينيين، كوسيلة لوقف الهجمات الصاروخية الفلسطينية التي نشطت خلال اليومين الماضيين.. لكن كتائب شهداء الأقصى تعهدت بالتصعيد في حال نفذ موفاز تهديداته، فيما أعلنت حركة الجهاد الإسلامي أنها تفكر بجدية بعدم تجديد التهدئة مع إسرائيل -والتي أعلنتها الفصائل بالقاهرة في مارس/ آذار الماضي- ردا على الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الشعب الفلسطيني.