نأت سوريا بنفسها عن عملية تل أبيب الفدائية وأعلنت تأييدها للجهود التي يبذلها الرئيس الفلسطيني محمود عباس لتحقيق السلام مع إسرائيل. وفي موقف لاحق قال مسؤول بوزارة الخارجية السورية الأحد إن عملية تل أبيب الفدائية "تتعارض" مع سياسة بلاده، معتبرا أن دمشق تؤيد الآن وستظل تؤيد مستقبلا جهود الرئيس محمود عباس بشأن تهيئة مناخ يتيح تحقيق السلام وإقامة دولة فلسطينية. وأضاف المسؤول السوري الذي لم يفصح عن اسمه أن هذه العملية "تلحق الضرر بالفلسطينيين وتمنح إسرائيل ذريعة لنسف عملية السلام". من ناحيته لم يستبعد وزير الخارجية السوري فاروق الشرع في مؤتمر صحفي بعد مباحثات مع الرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة أن تكون جهات إسرائيلية لم يحددها وراء العملية التي أدت لمقتل أربعة إسرائيليين وجرح أكثر من 50 آخرين. جاء ذلك وسط تضارب تصريحات ومواقف حركة الجهاد الإسلامي من العملية الفدائية. فقد أكد بيان لسرايا القدس الجناح العسكري للحركة في بيان نشر لها على موقع الحركة على الإنترنت مسؤوليتها عن العملية، معتبرا أن فترة التهدئة التي منحتها الفصائل لحكومة أبو مازن انتهت يوم 22 فبراير/شباط الجاري. وأكدت الكتائب أن العملية التي وقعت على مدخل ملهى ليلي جاءت في سياق "الرد الطبيعي على الخروقات والجرائم الصهيونية التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق شعبنا الأعزل". إلا أن الناطق باسم حركة الجهاد من غزة نافذ عزام أكد للجزيرة أن الحركة لم تعلن أو تتبن المسؤولية عن العملية. وفي المقابل صعدت إسرائيل من مواقفها بعد العملية‘ وهدد رئيس الوزراء أرييل شارون بتجميد خطوات السلام مع الفلسطينيين ما لم يشن محمود عباس حملة للقضاء على المنظمات الفلسطينية. وقال شارون في خطابه في الاجتماع الأسبوعي لحكومته إنه لن يكون هناك تقدم سياسي ما لم تشن السلطة الفلسطينية حملة صارمة للقضاء على ما أسماه التنظيمات الإرهابية وبنيتها التحتية. وزاد شارون من تهديده قائلا إنه إذا لم يتخذ إجراء فإن "إسرائيل ستضطر لتصعيد أنشطتها العسكرية" على الفلسطينيين. وكان وزير الدفاع شاؤول موفاز قال إن إسرائيل قد تستأنف ملاحقة واغتيال قادة وناشطي حركة الجهاد بعد العملية الأخيرة. من جانبه قال نائب وزير الدفاع الإسرائيلي زئيف بويم إن "إسرائيل هاجمت في السابق أهدافا في سوريا وسوف تفعل ذلك ثانية إذا شعرت أن ذلك سيوقف الفصائل الفلسطينية المتمركزة في سوريا عن مهاجمة أهداف إسرائيلية". إلا أن بويم فضل في الوقت الحالي التركيز على الجهود الدبلوماسية قائلا إن "الرد الإسرائيلي يجب أن يأخذ في الاعتبار أن سوريا موضوعة في الاساس في قفص الاتهامات من قبل دول مثل الولاياتالمتحدة وفرنسا" بسبب دورها في لبنان. من ناحية أخرى وضعت إسرائيل قوات الشرطة في حالة التأهب القصوى في منطقة تل أبيب تحسبا لعمليات فدائية جديدة، كما أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي تعليق تسليم السلطة الفلسطينية المسؤولية الأمنية عن خمس مدن فلسطينية في إطار استئناف جهود السلام مع الفلسطينيين. وفي السياق الميداني أفاد مراسل الجزيرة في فلسطين بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت خمسة فلسطينيين خلال عملية دهم لقريتي عتيل وعلار قضاء طولكرم شمال الضفة الغربية. وفي موضوع آخر علمت الجزيرة أنه تقرر تأجيل جولة الحوار بين الفصائل الفلسطينية في القاهرة من الخامس إلى الخامس عشر من مارس/آذار المقبل بعد اتصالات جرت بين قادة الفصائل والسلطة الفلسطينية. يأتي ذلك في وقت أجرى فيه مستشار الرئيس الفلسطيني للأمن القومي جبريل الرجوب اجتماعات في القاهرة مع وزير الخارجية ومدير المخابرات العامة المصرية بشأن الحوار. كما اجتمع مسؤول مصري الليلة الماضية بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله. المصدر/ق.الجزيرة/وكالات: