نعت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، القائد أحمد الجعبري، الذي استشهد في غارة إسرائيلية مساء اليوم الأربعاء، على سيارته، وسط مدينة غزة. واعتبرت حركة"حماس" أن جريمة اغتيال الجعبري "إعلان حرب وسيدفع الاحتلال ثمنها غاليا".. وقال الناطق باسم حماس فوزي برهوم "سيندم الاحتلال على اللحظة التي فكر فيها بارتكاب هذه الجريمة". من جهته، قال القيادي بحماس وعضو مكتبها السياسي، خليل الحية: "ردود القسام سترى ويجب أن لا يتحدث عنها، والاحتلال ولغ بدماء شعبنا وآن الأوان لوضع حد له". ويعد أحمد الجعبري نائب القائد العام لكتائب القسام القائد الفعلي للكتائب حتى استشهاده، وأن محمد الضيف الذي تعرض لأكثر من محاولة اغتيال إسرائيلية نجا منها ولحقت به إصابات هو قائد القسام. وتطلق إسرائيل علي "الجعبري" رئيس أركان "حماس" وهو من أهم المطلوبين لإسرائيل وتتهمه إسرائيل بالمسئولية عن عدد كبير من العمليات ضدها،وهو من مواليد عام 1960، ومن سكان حي الشجاعية شرق مدينة غزة، حاصل على شهادة البكالوريوس تخصص تاريخ من الجامعة الإسلامية بغزة، وله "بصماته في التغيير الدرامي للجناح العسكري لحركة حماس"، حسب وصف تقرير إسرائيلي له، وقد ظل متمسكا بملف الجندي الأسير جلعاد شاليط منذ أسره في 25 يونيو عام 2006. ومن أبرز تصريحاته قوله:"ما دام الصهاينة يحتلون أرضنا فليس لهم سوى الموت أو الرحيل عن الأراضي الفلسطينيةالمحتلة". واستهل الجعبري حياته النضالية في صفوف حركة "فتح"، وقد اعتقل مع بداية عقد الثمانينيات على يد قوات الاحتلال وأمضى 13 عاما بتهمة انخراطه في مجموعات عسكرية تابعة لفتح خططت لعملية فدائية ضد الاحتلال عام 1982. وخلال وجوده في السجن، أنهى الجعبري علاقته بحركة فتح، وانتمى لحماس" وعمل بمكتب القيادة السياسية لها، وتأثر بعدد من قادتها ومؤسسيها الأوائل كان أبرزهم: الشهيد عبد العزيز الرنتيسي، والشهيد إسماعيل أبو شنب، والشهيد نزار الريان، والشهيد إبراهيم المقادمة، ومؤسس أول ذراع عسكري للحركة الشيخ الشهيد صلاح شحادة. وتركز نشاط الجعبري عقب الإفراج عنه من سجون الاحتلال عام 1995 على إدارة مؤسسة تابعة لحركة حماس تهتم بشؤون الأسرى والمحررين، ثم عمل في العام 1997 في حزب الخلاص الإسلامي الذي أسسته الحركة في تلك الفترة لمواجهة الملاحقة الأمنية المحمومة لها من جانب السلطة آنذاك. في تلك الفترة توثقت علاقة الجعبري بالقائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، والقائدين البارزين عدنان الغول وسعد العرابيد، وساهم معهم إلى جانب الشيخ صلاح شحادة في بناء كتائب القسام، ما دفع جهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة في العام 1998 إلى اعتقاله لمدة عامين بتهمة علاقته بكتائب القسام، وتم الإفراج عنه مع بداية الانتفاضة إثر قصف الاحتلال لمقرات الأجهزة الأمنية في القطاع. وظل الجعبري ثالث ثلاثة في المجلس العسكري لكتائب القسام، إلى حين اغتالت إسرائيل الشيخ صلاح شحادة عام 2002، وفشلت في محاولة اغتيال الضيف عام 2003 والتي أصيب خلالها ب"جروح بالغة وإعاقات غير محددة"، ليتحول معها الجعبري إلى القائد الفعلي لكتائب القسام إلى جانب "الضيف" القائد العام للكتائب في فلسطين. وتعرض الجعبري مهندس صفقة شاليط لمحاولات اغتيال إسرائيلية عدة، كان أبرزها تلك التي نجا منها بعد إصابته بجروح خفيفة عام 2004، بينما استشهد ابنه البكر محمد، وشقيقه وثلاثة من أقاربه، باستهداف طائرات الاحتلال الحربية منزله في حي الشجاعية. أ ش أ