ارتفعت حصيلة قتلى الجيش الأميركي مع انقضاء يوم أمس الثلاثاء، لتصل إلى ألف وثلاثة قتلى منذ بدء الحملة العسكرية الأميركية على العراق في الوقت الذي فقدت فيه المقاومة العراقية 2500 من عناصرها، وأقرّ ووزير الدفاع الأميركي، دونالد رامسفيلد، بالحصيلة قائلاً إن للحملة الجارية على الإرهاب ثمن وبدوره أكد المتحدث باسم البيت الأبيض أن الإدارة الأميركية ستكرم القتلى بإنهاء المهمة الهامة التي تقوم بها. وبلغت محصلة القتلى الأميركيين أمس الثلاثاء الى 1002 بمصرع جندي في اشتباكات بمدينة الصدر، وما لبث أن ارتفع العدد إلى 1003 قتلى، حتى صباح اليوم وفق محصلة CNN التي تستند على إحصائية البنتاغون. ووصف المرشح الديموقراطي للانتخابات الرئاسية في الولاياتالمتحدة، جون كيري الذي شن هجوماً لاذعاً على كيفية إدارة الرئيس الأميركي، جورج بوش للحرب في العراق الأمر ب"المرحلة المأساوية. وانتقد كيري غريمه بوش قائلاً من كل الخيارات الخاطئة التي اتخذها بوش، وأكثرها فاجعة هي الفوضى التي خلقها في العراق. اشتدت المواجهات مع مليشيات جيش المهدي في مدينته الصدر والفلوجة مؤخراً ومع ارتفاع محصلة قتلاه في العراق، يشدد البنتاغون على أن الجيش الأميركي أوقع خسائر فادحة في الأرواح بين المقاومة العراقية، بلغت حوالي 2500 قتيل، خلال الشهر المنصرم وحده. وكانت القوات الأميركية قد عادت إلى تصعيد المواجهات مع أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر رغم الهدنة، واجتاح الجنود الأميركيون مدينة الصدر في بغداد واشتبكوا مع عناصر جيش المهدي ما أسفر عن مذبحة مروعة راح ضحيتها أكثر من 40 قتيلاً و172 جريحاً عراقياً.واعترف الجيش الأميركي بمقتل أحد جنوده في المعارك التي قال أنصار الصدر ان الاحتلال يتعمد اثارتها، فيما قتل ضابط شرطة عسكرية و6 جنود أميركيين آخرين في مواجهات متفرقة أسفرت أيضاً عن تدمير أربع آليات عسكرية أميركية. كما قصفت مقاتلات الاحتلال الفلوجة. وفيما نجا محافظ بغداد من محاولة اغتيال تمكن مسلحون من قتل نجل محافظ نينوى.واعتبر دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأميركي أن عدد القتلى الأميركيين في العراق الذي ارتفع أمس إلى 994 جندياً يعتبر قليلاً قياساً بعدد الجنود هناك. وفي ملف الرهينتين الفرنسيين قالت تقارير فرنسية إن الحكومة العراقية توصلت إلى تحديد دقيق لمكان احتجاز الصحافيين، إلا أنها تريد تفويضاً من باريس لشن حملة عسكرية للإفراج عنهما، لكن فرنسا اكتفت بالإشارة الى انها أخذت علماً بعرض المساعدة مؤكدةً أنها تفضل التكتم لحل الأزمة. فيما خطف مجهولون أمس موظفتين ايطاليتين تعملان لحساب منظمة إنسانية ومعهما اثنان من العراقيين من وسط بغداد أمس. فقد أعلن متحدث باسم وزارة الصحة العراقية رفض كشف هويته أن 40 عراقياً قتلوا وجرح 172 آخرون خلال الساعات ال 26 الأخيرة في مواجهات بين الجيش الأميركي وعناصر جيش المهدي في مدينة الصدر ببغداد. وقال الشيخ نعيم الكعبي احد المتحدثين باسم مكتب الصدر ان «الاشتباكات بدأت منذ ليلة امس الأول وظلت مستمرة حتى مساء أمس، مشيراً إلى تعرض مدينة الصدر إلى قصف عنيف استمر حتى فجر أمس. واتهم رائد الكاظمي المتحدث باسم الصدر القوات الأميركية بتعمد إثارة الاشتباكات، وقال إن الاعتقالات اليومية ودخول الدبابات الأميركية مدينة الصدر فجرا المواجهات. وأضاف الكاظمي انها «مؤامرة» ضد مدينة الصدر التي ينظر إليها على أنها معقل لمقتدى الصدر.وردا على سؤال عن وجود أسلحة في مدينة الصدر، قال الكاظمي لقناة الجزيرة إن الاتفاق مع الحكومة العراقية الانتقالية لا يشمل تسليم الاسلحة الخفيفة. وفي وقت لاحق، اصدرت الهيئة المركزية العليا لقيادة جيش المهدي أمس بيانا اكدت التزامها بوقف اطلاق النار الذي دعا اليه زعيمها مقتدى الصدر قبل ايام.وقالت القيادة العليا لجيش المهدي في بيان حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه «نعلن امام العالم وكبادرة حسن النية اننا ملتزمون بوقف جميع العمليات العسكرية إلا في حالة الدفاع عن النفس والاعتقال ومداهمة بيوت الابرياء ودخولهم (القوات الاميركية) ازقة المدينة». وندد البيان ب «التجاوزات والاعتداءات التي قامت بها القوات الاميركية من عمليات مداهمة وقتل الابرياء في هذه المدينة المظلومة متجاهلين دعوات لانهاء القتال والعودة الى السكينة والسلام ومنها دعوة السيستاني ومقتدى الصدر ومبادرات الشخصيات السياسية والوطنية حتى على مستوى الحكومة العراقية المؤقتة». وفي غضون ذلك حث المرجع الديني الشيعي علي السيستاني على وقف القتال في جميع المدن العراقية.وقال متحدث باسم السيستاني إن الهدنة التي جرى التوصل إليها مع الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الشهر الماضي بوساطة السيستاني لايقاف القتال في النجف «تشمل جميع المدن العراقية وليس مدينة النجف فقط». وفي الفلوجة قال شهود عيان ان اشتباكات وقعت في مدينة الفلوجة العراقية بين القوات الاميركية والمقاتلين العراقيين وادى القصف الاميركي باستخدام مدافع الدبابات الى فرار بعض المواطنين من منازلهم في البلدة.ولم يتمكن متحدث عسكري اميركي من الادلاء على الفور بمعلومات بخصوص القتال في الفلوجة حيث قتل المسلحون العراقيون امس الأول سبعة من مشاة البحرية الاميركية في أعنف هجوم على القوات الاميركية في خمسة اشهر. إلى ذلك، نجا علي الحيدري محافظ بغداد من محاولة اغتيال تعرض لها بمنطقة العدل غرب بغداد عندما انفجرت عبوة ناسفة أثناء مرور موكبه بالمنطقة، لكن مصادر عراقية قالت إن الحيدري لم يصب في الحادث الذي أسفر عن مصرع مدنيين عراقيين. فيما أكدت مصادر طبية والشرطة العراقية اغتيال ليث دريد كشمولة (19 عاماً) نجل محافظ نينوى اثر تعرضه لإطلاق نار بأسلحة رشاشة من قبل مسلحين مجهولين. كما لقي عراقي حتفه وأصيب آخران بجروح عندما ردت الدبابات الأميركية على نيران أسلحة بعد منتصف ليل الاثنين في حي الشهداء جنوب شرقي الفلوجة، ووفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الألمانية عن مصدر بالشرطة العراقية.وقال مصدر أمني في كركوك ان القوات الأميركية شنت حملة فجر أمس اعتقلت خلالها 38 عراقياً بمنطقة حي الخضراء. من ناحية أخرى، نقلت إذاعة «مونت كارلو» عن مصادر أمنية أن الحكومة العراقية تمكنت من تحديد دقيق لمكان احتجاز الصحافيين الفرنسيين المحتجزين في العراق، وقالت الإذاعة إن الحكومة العراقية تريد تفويضاً من الحكومة الفرنسية لشن عمل عسكري للإفراج عنهما. لكن هيرفيه لادسو المتحدث باسم الخارجية الفرنسية قال ان فرنسا «أخذت علماً» بعرض المساعدة الذي قدمته الحكومة العراقية للإفراج عن الصحافيين.وقال لادسو خلال تصريح صحافي «اخذنا علما بذلك كما بالنسبة لكافة الرسائل التي بعثها العديد من القادة ورجال الدين وقادة الرأي والمجتمع المدني في العراق نفسه والمنطقة والخارج». واضاف لادسو «الهدف لا يزال الافراج عن رهينتينا بأسرع وقت ممكن ولم يكن لدينا في اي وقت شك في ان الجميع يشاركوننا هذا الهدف». وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في عمان ان «الحكومة العراقية مستعدة وجاهزة لتقديم كل ما يمكن، او ما تريده الحكومة الفرنسية، في سبيل مساعدة جهودها وتحرير الرهينتين واعادتهما بسلام». واشار الى انه التقى في بغداد وفدا من وزارة الخارجية الفرنسية موضحا «عبرت باسم الحكومة العراقية عن (الاستعداد) لتقديم المعلومات والدعم الممكنين». وردا على سؤال قال لادسو انه ليس لديه معلومات بشأن هذا اللقاء.وقال مصدر دبلوماسي في باريس ان الحصول على مساعدة عراقية غير مطروح في الوقت الراهن. واضاف المصدر ان فرنسا تجري اتصالات واسعة مع عدة اطراف وشخصيات تأمل ان تفضي الى الافراج عن الرهينتين. وكانت الجماعة التي تحتجز الصحافيين الفرنسيين اشترطت الاثنين الحصول على فدية مقدارها 5 ملايين دولار ضمن عدة شروط للافراج عنهما.وفي تطور جديد قال شهود عيان ان مسلحين خطفوا امرأتين ايطاليتين تعملان لحساب منظمة انسانية واثنين من العراقيين في وسط بغداد امس.واضافوا ان رجالا مسلحين ببنادق من طراز «ايه. كي 47» اقتحموا مبنى يضم منظمات انسانية وخطفوا الايطاليتين ورجلا وامرأة عراقيين. وقال متحدث باسم المنظمة التي تطلق على نفسها اسم «جسر الى بغداد» ان اسمي الموظفتين سيمونا باري وسيمونا توريتيا.وقال متحدث في روما باسم جماعة ايطالية اخرى من جماعات المعونة يطلق عليها انترسوس وتشارك منظمة جسر بغداد مكاتبها ان العراقيين اللذين خطفهما المسلحون امراة تعمل لحساب انترسوس ومهندس يعمل لحساب جسر بغداد. ويقول موقع جسر الى بغداد على الانترنت ان المنظمة جمعية تطوعية انشئت عام 1991 بعد انتهاء حرب الخليج للنهوض بالمعونة الانسانية المقدمة للعراق ومكافحة العقوبات الاقتصادية التي كانت مفروضة على البلاد انئذ.وكانت جماعة عراقية تطلق على نفسها اسم الجيش الاسلامي في العراق خطفت الصحافي الايطالي انزو بالدوني في اغسطس وقتلته في وقت لاحق.