اكثر من مئتي قتيل وجريح خلال 24 ساعة. تلك كانت حصيلة المعارك الطاحنة بين أنصار مقتدى الصدر والقوات الأميركية في مدينة الصدر حيث عادت مشاهد الجثث والملثمين والدمار تطغى على الاتفاق بين الزعيم الشيعي والمرجع الشيعي آية الله علي السيستاني والذي أخمد القتال في النجف. في الوقت ذاته تجدد القصف الاميركي على الفلوجة. الرهينتان الايطاليتان سيمونا باري وسيمونا توريتا. (رويترز) وعلى جبهة الرهائن, انضمت نساء للمرة الأولى الى قوائم المحتجزين, وهن ايطاليتان وعراقية خطفن في بغداد, فيما لم تطو بعد صفحة الجهود المبذولة لإطلاق الصحافيين الفرنسيين, في ظل شكوك في امكان استجابة مطالب الخاطفين. وفي حين اعلنت جماعة أبي مصعب الزرقاوي مسؤوليتها عن المكمن الذي أوقع سبعة قتلى في صفوف "المارينز" قرب الفلوجة, تحدث رئيس الوزراء البريطاني توني بلير عن "استراتيجية للخروج" من العراق, عمادها انتخابات ديموقراطية تقرر مستقبل هذا البلد. وسعت دمشق الى إبداء حرصها على "تحسين المناخ" الأمني في العراق, معتبرة ان ذلك "يخدم مصالحها", بينما كرر الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان تذكيره بأن اجراء انتخابات يتطلب مناخاً "ملائماً". في غضون ذلك, تعهد رئيس الوزراء البريطاني الانسحاب من العراق "عندما تقرر انتخابات ديموقراطية, وليس ارهابيين وموالين لصدام حسين, مستقبل البلد". وقال بلير عندما سأله احد الصحافيين هل هناك طريقة للخروج من دوامة العنف والاضطرابات في العراق: "نعم, هناك استراتيجية للخروج. نخرج عندما ينتهي العمل الذي نؤديه وهو مساعدة الشعب العراقي والحكومة العراقية, والسماح بأن تقرر الانتخابات مستقبل العراق وليس الارهابيين والموالين لصدام. وأياً تكن الصعوبة سنعمل لتحقيق ذلك, واذا حصلنا على النتيجة الصحيحة, فإن تأثير ذلك سيكون هائلاً جداً على العالم بأسره". في دمشق (أ ف ب) أعلن وزير الخارجية السوري فاروق الشرع أمس ان بلاده مسلح من انصار الصدر في مدينة الصدر وبدت وراءه صورتان لمقتدى وللسيد حسن نصرالله. (أ ف ب) تأسف لغياب الأمن في العراق. وقال في مؤتمر صحافي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف الذي زار دمشق "ان غياب الأمن لا يمكّن أي حكومة عراقية من تحسين المناخ السياسي والاجتماعي داخل العراق". وأشار الى أن "تحسين المناخ في العراق يخدم المصالح السورية, لا العكس". وزاد: "يهمنا أن يبقى العراق موحداً". ونبه الى ضرورة التمييز بين أعمال المقاومة في العراق والأعمال الارهابية, وقال: "أي استهداف لغير قوى الاحتلال هو ارهاب, وأي استهداف للمؤسسات المدنية والمدنيين ارهاب". وفي نيويورك, ذكّر الأمين العام للأمم المتحدة بأن اجراء الانتخابات في العراق يتطلب "البيئة الصحيحة", لافتاً الى أن "لا مناص من اتخاذ القرار مستقبلاً في ما إذا باتت البيئة ملائمة لاجراء الانتخابات". واستدرك: "نراقب الوضع يومياً, وإذا كان هناك مجال لاجراء انتخابات عادلة ذات صدقية لا بد من توافر البيئة الصحيحة والملائمة". وعلى رغم توقف المعارك بين ميليشيا "جيش المهدي" والقوات الأميركية وعودة الهدوء الى النجف, فإن الاشتباكات لم تهدأ في مدينة الصدر ذات الغالبية الشيعية. وكان أعنفها ليل الاثنين الثلثاء, إذ راح ضحيتها 40 قتيلاً وأصيب 172 . وأكد "جيش المهدي" في بيان التزامه وقف النار "إلا في حال الدفاع عن النفس". وحمل القوات الأميركية مسؤولية تجدد المعارك. وقال الشيخ نعيم الكعبي أحد الناطقين باسم الصدر ان المعارك في مدينة الصدر "كانت الأعنف منذ دخول القوات الأميركية الى العراق". وزاد: "كنا على وشك التوقيع على اتفاق يتضمن العديد من النقاط الايجابية لكلا الطرفين والاحد التقينا عقيل الصفار سكرتير رئيس الوزراء اياد علاوي في جو ايجابي لأننا نريد حقن دماء ابناء هذه المدينة المظلومة التي عانت كثيراً من الاهمال". وافاد شهود ان حوالي عشرين مسلحاً خطفوا امرأتين ايطاليتين ومواطنين عراقيين يعملون في منظمة غير حكومية من مكتب في بغداد بعد ظهر امس. واضاف الشهود ان سيمونا توريتا وسيمونا باري اللتين تعملان لدى منظمة "اون بونتي بير بالعراق" (جسر من اجل العراق) الانسانية وعراقيين اثنين من منظمة "انترسورس" خطفوا من مكتبهم. ومنظمة "جسر من اجل العراق" غير الحكومية جمعية تعمل من اجل السلام تأسست في نهاية حرب الخليج الاولى عام 1991 لجمع الاموال ومساعدة الشعب العراقي الذي عانى من الحرب ومكافحة الحصار الذي فرض على نظام صدام حسين.