يجمع كتاب كارلوس فونتيس الجديد بعنوان «ضد بوش» سلسلة من المقالات كتبها مؤلف «موت اريتميو كروز» حول الازمة السياسية، التي اشعل فتيلها الرئيس الاميركي الحالي جورج دبليو بوش.يبدأ تاريخ كتابة المقالات من اغسطس 2000، عندما وقع الاختيار على بوش كمرشح للحزب الجمهوري، حتى يونيو الماضي.لقد وحد قرار الادارة الاميركية بمهاجمة العراق بدون غطاء الاممالمتحدة وتجاهل اي مخرج دبلوماسي مثقفي العالم لدق ناقوس الخطر الذي يمثله قرار بوش. حتى ان بعض اشهر كتاب اميركا، مثل غور فيدال، يعتبر الرئيس الاميركي الحالي الاكثر بلاهة وشؤماً في تاريخ الولاياتالمتحدة. ومنذ المقالة الاولى، عندما اختير بوش كمرشح جمهوري، كان فونتيس قد حذر من صلات هذا المرشح وكذلك نائبه مع شركة هالبرتون النفطية وقائمة المصالح الاقتصادية العالمية التي تمثلها، فضلاً عن ميوله الايديولوجية الغارقة في اصولية يمينية متشددة. كما توقع فونتيس الفوز الجمهوري حتى قبل حدوثه، وعزاه بشكل لا يخلو من غرابة الى نجاح ادارة بيل كلينتون. وقبل تصريح غور فيدال، في ابريل 2001، اكد فونتيس على ان بوش رئيس ابله وشرير، أحيا الحرب الباردة مع الصين وروسيا، حين ارسل طائرات تجسس الى الاولى وطرد جواسيس مزعومين للاخرى. ووتر العلاقات بين شطري كوريا بالغاء المحادثات مع الشمال، واستأنف بيع الاسلحة لتايوان ورفض توقيع بروتوكول كيوتو المتعلق بمواجهة انبعاث الغازات المميتة. وسمح ببناء الطرق التي تجتاز متنزهات وطنية فيها اجناس محمية، واغلق مكتب البيت الابيض المكلف بملف الايدز، كل ذلك على هامش سقطاته عن الدراجة الهوائية، غصاته وهو يتناول الطعام، وارتجالاته في الخطابات ، التي تبدو عثرات ملطخة بالنكات. وبالنسبة لفونتيس، فان اصل هذا التردي السياسي، الذي اوجدته الحكومة الاميركية، يكمن في احتقار بوش المتكرر للقوانين الدولية، حيث تجاهل الرئيس الاميركي مجلس الامن التابع للامم المتحدة والقى نفسه في اتون حرب كان يمكن ان يجد لها مخرجاً دبلوماسياً. وكتاب «ضد بوش» ما هو الا مرافعة ضد حماقات عدم اهلية حكومة اقوى بلد في الكون.