مثلت ثورة ال 26 من سبتمبر 1962م المجيدة منعطفاً وتحولاً تاريخياً مهماً في حياة الشعب اليمني ونقلته إلى واقع جديد بعد نضال وكفاح كبير خاضته القوى الحية المؤمنة بالحرية، وذلك جنباً إلى جنب مع جماهير الشعب التواقين للتغيير والذين كانوا يترقبون ساعة الصفر لاشعال شرارتها وإنهاء الحكم الإمامي المستبد الذي جثم على الوطن والشعب سنوات طوالاً، حكم خلالها بعناوين الجهل والفقر والمرض. كانت ثورة ال26 من سبتمبر الحدث الأعظم والأبرز الذي وضع نهاية لحقبة من المعاناة الشعبية في ظل حكم متخلف لم يكن ينظر للشعب سوى أنه خادم لبلاط الإمامة وهو ما دفع الكثير من اليمنيين إلى الهجرة ومغادرة البلاد بحثاً عن مناطق وأماكن أخرى تحترم آدمية الإنسان وتوفر له كل سبل العيش الكريم ، بعيداً عن كل صور الاستعباد والاستبداد والديكتاتورية المتوحشة. واليوم ونحن نحتفي بذكرى هذه الثورة الخالدة نستذكر حجم التضحيات وروح الإقدام التي صنعت فجر اليمن الجديد مستلهمين مواصلة مسيرتها بذات الروح الكفاحية التي واجه الرعيل الاول من مناضليها كل تحديات ومخاطر المؤامرات التى استهدفتها بغرض وأدها .. وما كان لشعبنا العظيم ان يسمح بذلك فهب للانتصار لثورته ونظامه الجمهوري في وجه العدوان الخارجي الاقليمي والدولي الذي كان يقف على رأسه النظام السعودي ، الذي يكرر ذات المشهد منذ قرابة سبع سنوات .. ليقابل عدوانه صمود اسطوري من قبل شعب يرفض الوصاية والهيمنة وأي مساس بسيادة وطنه ووحدته واستقلاله. نستمد اليوم عظمة هذه الثورة بعد 59 عاماً من عمر نضال الابطال الميامين من منتسبي القوات المسلحة اليمنية وبمساندة القوات المصرية وكل شرائح المجتمع شمالاً وجنوباً ، شرقاً وغرباً لتغيير واقع اليمن الذي كان يعيش حالة جمود وتخلف في جزء منه، ويرزح تحت جبروت مستعمر أذاق ابناء شعبنا ويلات العسف والتشظي في الجزء الآخر.. نستمد منها روح الإباء والإرادة التي لم ولن تقهر ، وكل صور واشكال البطولة التي رسمت فجر هذا اليوم الأغر. أن احتفالنا هذا العام بذكرى الثورة السبتمبرية الخالدة يأتي وشعبنا وقواته المسلحة يواصلون مواجهتهم للعدو الرئيسي لوطننا والمتمثل بالنظام السعودي الذي ذهب ومنذ اليوم الأول للثورة يخطط ويحيك المؤامرات وينصب شراك دسائسه علّه يستطيع النيل من إرادة اليمانيين الذين اعلنوها ثورة ضد كل اشكال الاستبداد والاستعمار والتدخل والوصاية الخارجية. يقفون اليوم وقفة رجل واحد في مواجهة الآلة العسكرية العدوانية ويسطرون أروع الملاحم في كل جبهات الشرف والبطولة ويلقنون أعداء الوطن وأدواتهم الدروس القاسية التي لم ولن ينسوها. لقد أثبت شعبنا اليمني الصامد والصابر- وفي مقدمتم أبناء الجيش واللجان الشعبية وأبناء القبائل الشرفاء طيلة السنوات الماضية من العدوان- أن كل شيء يهون من أجل الوطن، وأن أي عدوان على سيادة ووحدة واستقلال الوطن لن يواجه إلا بالقوة ، وسيحوّل كل مؤامرات ودسائس العدوان وقادته إلى هشيم تذروه الرياح ، ومخططات مشاريعه إلى سراب. ومن هنا نقول إن نضال الحركة الوطنية اليمنية سلسلة مترابطة لن تكتمل إلا بانتصار ثورته على كل صور واشكال التآمر التي تعيق مسارها صوب بناء دولة يمنية موحدة وديمقراطية حديثة تحقق مضامين اهداف الثورة السبتمبرية المباركة وتمضي صوب العدالة الاجتماعية .. ودولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية. هنيئاً لأبناء شعبنا بذكرى الثورة اليمنية المباركة "26 سبتمبر و14 أكتوبر و30 نوفمبر" وكل عام وأنتم والوطن بألف خير. الرحمة لشهداء الوطن .. والنصر لليمن وشعبه الحضاري العريق.. ❊ عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام
