أوضحت الأخت إنعام محمد علي عضو المؤتمر القومي العربي وأول مخرجه عربية في مجال الأعمال الدرامية أن الأمة العربية مستهدفة في كيانها وتسعى قوى الشر العالمية إلى تقسيمها من خلال الغزو الاستعماري الجديد لتدمير مقومات الأمة العربية ونهب ثرواتها الطبيعية وجعلها في حالة تبعية دائمة للقوى الاستعمارية الجديدة. وأضافت المخرجة إنعام محمد علي في حديث ل (المؤتمر نت) " أن على هذه الأمة أن تعي الخطر والتهديد وما يحاك لها من مخططات عدوانية وتعمل على التقارب والتعاون مع بعضها أكثر فأكثر ونحط أيدينا في أيادي بعض ورؤسنا جنب بعض لمواجهة الهجمات الامبريالية المتمردة على المواثيق والأعراف الدولية وتأتي أهمية انعقاد هذا المؤتمر القومي العربي بهدف ذلك وتنمية الأفكار الوحدوية وعلينا أن نقف معها ونساندها بقوة". وأشارت في سياق حديثها إلى أن هذا التكالب الاستعماري على الأمة العربية يرجع لأسباب الضعف التي تعانيها الأمة العربية وفي مقدمتها التفرقة فيما بينها وحول الأدوار التي يمكن أن يقدمها الانتاج الدرامي في التوعية بما تعيشه الأمة العربية أجابت الأخت إنعام محمد علي "أن الانتاج الفني الدرامي شريك في التوعية بالواقع الذي تعيشه الأمة وتوضيح أسباب وطرق معالجته وقد قمت أنا بإخراج مسلسل أسمه "دعوة للحب" وهو يصب في هذا المضمار فحينما مرت مصر بمرحلة تفرقة عربية بعد معاهدة كامب ديفيد وانعزلت عن اشقائها العرب في عهد السادات والتي عادت وضعيتها بمجيئ الرئيس حسني مبارك وحينها قمت بإخراج هذا المسلسل (دعوة للحب) وهي دعوة للتجمع العربي بمعنى أن التفرقة هي السبب الرئيسي في الضعف الذي تعانيه الأمة العربية. وحول ما إذا كانت تفكر بعمل درامي جديد يوضح ما تعانيه الأمة العربية في فلسطين والعراق أوضحت قائلة: أفكر حالياً بعمل درامي جديد ولكن نظراً لما بذلته من جهد كبير في المسلسلين الأخيرين (أم كلثوم) و (قاسم أمين) جعلني أتأخر فى البحث عن موضوع وأتمنى أن يصب الموضوع الذي أبحث عنه حاليا في محاولة إذكاء روح القومية وتدور أفكاره حول القومية وإبقاء شعلة القومية مشتعلة في وجدان الجماهير العربية خصوصاً الجيل الجديد. وأضافت: أن ما تشهده منطقتنا العربية من تطورات في الآونة الأخيرة أكثر من أقلام المبدعين والمبدع بحاجة إلى الوقت لاستيعاب الحدث ويعبر عنه بفهم عميق وأن الدراما تفرض على المبدع أن يعيش الحدث ويعيد صياغته مرة أخرى بشكل وقالب درامي وكل هذا يحتاج إلى وقت لاستيعاب كل الأمور فالأحداث التي تعيشها المنطقة العربية تبدو كالمارد المجنون الذي يعصف بكل شيء أمامه فهي تفوق إدراك أي عقل وأي منطق. وأشارت إلى أن المرحلة القادمة ومن خلال المؤشرات تفيد أن الحكومات بدأت تستفبق نتيجة للحركة الشعبية ولا يمكن أن تستمر في الاستسلام والجمود فالمجتمع المدني لديه حركة فاعلة في مختلف الأقطار العربية وأصبحت جماهير كل بلد عربي تدرك المخاطر المحدقة بها لأنها هي المتضررة كما حصل في العراق والشعوب العربية بدأت تتجمع وتستجمع قواها وتتبادل الأفكار وتحاول إيجاد الحلول للخروج من المأزق فأنا عندي أمل في الشعوب العربية التي ستحرك جمود الحكومات. وأكدت أن هذه الظروف العربية انعكست في البحث والتفكير بموضوع يخدم هذه القضايا وما نعيشه في هذه الظروف الحاسمة التي تمر بها الأمة العربية. ودعت الأخت إنعام محمد علي العرب إلى التمسك ببقاء الجامعة العربية وأنه ليس من مصلحتنا أن أي تجمع ولو كان فيه بعض العجز أن نتركه ونبتعد عنه خصوصاً إذا كان هذا العجز رد فعل أو انعكاس لطبيعة المواقف للحكومات العربية مشيراً إلى أنه ومن الضروري تعديل بعض قوانين الجامعة العربية مثل الإجماع على القرارات وهو صعب جداً خصوصاً وأن لكل بلد عربي ظروفه وعليه ضغوط من الخارج المهم مع ذلك أنه ليس من مصلحة البلاد العربية أن تسعى إلى تمزيق أي كيان يساهم في تجميعها. وأشادت المخرجة انعام محمد علي بالأعمال الفنية المشتركة كونها تجربة جميلة جداً وقالت "لابد من مواصلة المشوار في هذا الجانب وانتاج اعمال فنية مثل "الحلم العربي" الذي هو حلمنا كلنا وإن كان الأمل قد يبدو بعيداً إلا أن تملى الأفكار الكبيرة بدأت بأحلام. وعن الأعمال الدرامية المشتركة لخدمة القومية العربية وقضاياها أوضحت "أن هناك الكثير من الأعمال الدرامية العربية المشتركة وأخرجها زملاء آخرين وانتجوا أعمال درامية مشتركة مصرية سورية إماراتية وغيرها تخدم هذه القضية. وعن حجم انتاجاتها الدرامية أفادت أنها أخرجت (18) مسلسلاً تلفزيونياً و (15) فيلم تلفزيوني و (12) فيلم سينمائي خلال مسيرتها الإخراجية حيث بدأت حياتها يتيمة مات أبوها وعمرها سنتان وتربت مع أمها وتعلمت في المدارس المصرية وحصلت على شهادة البكالوريوس في الإعلام وتعلمت الإخراج وشرعت في إخراج العديد من المسلسلات والأفلام الناجحة. وأضافت (تزوجت من منتج ولكنني انفصلت عنه وتزوجت بعده من كاتب سيناريو توفي منذ عامين وعن انطباعها عن اليمن أوضحت الأخت إنعام محمد علي بقولها: (انطباعاتي عن اليمن في زيارتي الأولى لهذا البلد الطيب والمضياف أنني وجدت اليمن لها طبيعة خلابة وما لفت نظري هو وحدة المعمار في اليمن ومحافظة أهلها على العمارة القديمة ووحدتها فكان شيء جميل جداً لدرجة أنها جعلت لليمن طابع ومذاق خاص يختلف عن أي بلد آخر واستطردت حديثها بالقول: "لديكم طبيعة متميزة وبيئة صالحة لعمل الكثير من الأعمال الدرامية وندعوا إخواننا في اليمن إلى التعاون المشترك لأعمال مصرية يمنية درامية مشتركة.