حسمت أمريكا أمرها. ظهّرت صورتها بالأسود والأبيض، وغيّرت جلدها تحت وطأة كوارث عهد جورج بوش وانتخبت رئيساً أسود من أصول إفريقية هو مرشح الحزب الديمقراطي باراك أوباما لتبييض وجهها واسترداد صدقيتها في اختراق غير مسبوق بعد 145 عاماً على قرار رئيسها إبراهام لنكولن إلغاء الرق والعبودية، و40 عاماً على اغتيال صاحب “الحلم" القس الأسود مارتن لوثر كينغ أوباما الرئيس الرابع والأربعون للولايات المتحدة احتفل بفوزه الكاسح ونائبه جوزف بيدن على مرشح الحزب الجمهوري جون ماكين ونائبته سارة بالين، ووعد بالتغيير من دون أن يتجاهل ما يمكن أن ينتج من صعوبات، موجهاً رسائل في اتجاهات عدة للداخل والخارج. فوز أوباما الذي زلزل الجمهوريين اعتبر تاريخياً، وسيطر الديمقراطيون من خلال هذا “التسونامي" على مجلسي النواب والشيوخ، وقوبل الانتصار بترحيب من دول العالم، وغلبت على معظم ردود الفعل الخارجية الدعوة إلى التغيير، خصوصاً طي صفحة الرئيس جورج بوش وسلوكه ونهجه، وما كان له من آثار مدمرة على أمريكا والعالم. الفوز بالأرقام حصل باراك أوباما على 349 صوتاً مقابل 163 لمنافسه ماكين في المجمع الانتخابي. حتى منتصف الليلة الماضية نال أوباما 63423689 صوتاً (52%) مقابل 56079786 (46%) لمنافسه في التصويت الشعبي. شارك ثلثا الناخبين في الاقتراع للمرة الأولى منذ 1908 (أي 64.1 %). صوّت 43% من البيض لأوباما و54% من البيض دون الثلاثين، فيما صوّت له 96% من السود. عزز الديمقراطيون أغلبيتهم في مجلس الشيوخ ب 56 مقعداً، ووسعوا عضويتهم في مجلس النواب إلى 261 مقعداً مقابل 174 للجمهوريين واكتسب الديمقراطيون بذلك 5 مقاعد اضافية في الشيوخ و26 في النواب، كما فازوا ب 8 ولايات من 11 جرى انتخاب حكامها.
