يعتقد العلماء أنهم قد اقتربوا من التعرف على الجين الذي يحدد طول العمر. وقال الباحثون، وهم من بلجيكا، إن هذا الجين ينتقل غالبا من الآباء والأمهات من خلال الكر وموسوم الجنسي. وهناك بعض الأدلة التي تشير إلى النقص المستمر في طول بعض الأجزاء الرئيسية في شريط الحامض النووي في الخلية البشرية ربما كان هو السبب في أمراض الشيخوخة. وربما تساعد الأبحاث التي تجرى في لانسيت على التعرف على الجين الذي يتحكم في هذه العملية. وتبدو الأسباب المحددة وراء الاختلاف بين الناس في الوصول إلى سن الشيخوخة، وسبب وفاة البعض في سن مبكرة، أسبابا معقدة للغاية. غير أن العلاقة بين طول شريط الحامض النووي، الجزء الواقع داخل الكروموسومات داخل نواة كل خلية، وهذه العملية قد بدأت تتضح. ويقصر طول شريط الحامض النووي في كل مرة تنقسم فيها الخلية، وهناك شكوك في أنه عند نقطة معينة، يكون قصر الشريط سببا في قصر العمر أو في ظهور أمراض الشيخوخة. وقصر طول شريط الحامض النووي ليس العامل الوحيد الذي يتحكم في طول العمر، فقد أظهرت الدراسات الأخرى سببا قويا يشير إلى وجود علاقة بين الاثنين. ويعتقد العديد من الخبراء أن نسبة القصر في شريط الحامض النووي قد تكون عاملا في طول العمر أو في ظهور أمراض الشيخوخة. البحث عن الجين ويحاول فريق البحث من جامعة ليوفن في بلجيكا تتبع جينات في أماكن أخرى قد يكون أي منها عاملا في قصر شريط الحامض النووي. ولدى كل إنسان 23 زوجا من الكروموسومات في خلاياه، و22 زوجا من هذه الكروموسومات تتشابه فيما بين الإناث والذكور، لكن تركيب الزوج الأخير هو الذي يحدد نوع المولود، وإذا ما كان ذكرا أو أنثى. وتأتي الكروموسومات على نوعين، إكس وواي. ويرث كل مولود كر وموسوم جنسي واحد من كل من أبويه، ويحدد المركب الذي يرثه المولود جنسه، إذا ما كان ذكرا أو أنثى. فالإناث يكون لديهم أثنين من كر وموسوم إكس، بينما يكون عند الذكور خليط من كروم وسومي إكس وواوي. وبينما تورث الأم لأبنائها دائما أي من كروم وسومي إكس لديها، يورث الأب لأولاده بشكل عشوائي إما كر وموسوم إكس وإما كروموسوم واوي، مما يجعل احتمال ميلاد الذكور إلى احتمال ميلاد الإناث 50%. وإذا كان الجين أو الجينات المسؤولة عن طول شريط الحامض النووي محمولة على الكر وموسوم الجنسي، ا يكون من الممكن فهم ذلك عن طريق مقارنة العلاقة بين طول الشريط عند الأطفال أو عند أي من أبويهم. علاقات أسرية وفي هذه الحالة، عندما تم قياس ذلك، كانت هناك علاقة واضحة بين طول الشريط عند الآباء وعند بناتهم، وبين الأمهات وأنبائهن من الذكور. بينما لم تكن هناك علاقة واضحة بين طول شريط الحامض النووي بين الآباء وأبنائهم من الذكور. وذلك يشير إلى أن الجينات المؤثرة في طول العمر وأمراض الشيخوخة موجودة على كروموسوم إكس. وقال العلماء: "الوراثة المرتبطة بكروموسوم إكس هي الاحتمال الأكبر". البروفيسور توم كيركوود، خبير الأحياء من جامعة نيوكاسل قال لأخبار بي بي سي على الإنترنت إنه قد تكون هناك عدة أسباب وراء قصر نهايات شريط الحامض النووي، أكثر من عمل الجينات الفردية، بغض النظر عن أماكن وجودها. وقال: "بما أن كل الكروموسومات بها أطراف شريط الحامض النووي، وهي تنتقل من الآباء إلى الأبناء، فبغض النظر عن العامل الموجود على الكروموسوم إكس، ستكون له القدرة على التأثير الكامل على طول أطراف شريط الحامض النووي". وأضاف: "لم تتضح إطلاقا كيفية حدوث ذلك، ولا أعتقد أن النتائج تستبعد الآليات الأخرى". عن ال bbc