اعادت باكستان نشر بعض من قواتها التي كانت تتمركز في منطقة القبائل المضطربة قرب افغانستان الى حدودها مع الهند، في وقت تشهد فيه العلاقات بين الجارتين توترا ملحوظا، حسبما اعلن مسؤلون رفيعو المستوى الجمعة. ونصحت الهند راعابا بتجنب السفر الى باكستان، مع استمرار التوتر في علاقات الدولتين اثر التفجيرات التي شهدتها مومباي في الهند التي اسفرت عن مقتل 174 شخصا، والتي حملت نيودلهي مسؤوليتها لمسلحين يتمركزون في باكستان. وقالت وزارة الخارجية الهندية ان السفر الى الهند " غير آمن"، اثر تقارير افادت باعتقال هنود في المدن الباكستانية. وتقول اسلام اباد ان الهند لم تمدها بدلائل تتصرف على اساسها، ضد منفذي تلك الهجمات. وفيما اعلنت الدولتان عدم رغبتهما في نشوب حرب بينهما، فقد حذرتا في الوقت نفسه من انهما ستقومان بما يجب عمله اذا تعرضتا للاستفزاز. ورفض الناطق باسم قيادة الجيش الباكستاني الميجور جنرال اطهر عباس، التعليق الا ان مسؤولا رفيعا بوزارة الدفاع الباكستانية اكد ان بعض القوات انتقلت من شمالي غرب البلاد الى شرقها حيث الحدود مع الهند. ونقلت وكالة فرانس برس عن عباس قوله " نحن لا نرغب في خلق اي هستريا حربية لكننا ينبغي ان نتخذ اقل ما ينبغي من الاجراءات الامنية لدفع اي تهديد". واضاف عباس ان الاجازات قد الغيت بالنسبة لبعض العسكريين " كاجراء دفاعي". واوضح مسؤول عسكري قيادي، رفض الكشف عن هويته، ان " عددا محدودا من القوات قد سحب من المناطق المغطاة بالثلوج على الحدود الغربية حيث لم تنخرط في اي عمليات قتالية". وقلل مسؤول عسكري رفيع آخر في تصريحات لفرانس برس، من اهمية الخطوة الباكستانية مشيرا الى ان اعادة انتشار القوات على الحدود الهندية لم يكن " باعداد مهمة لكن فقط في المناطق المقابلة للنقاط التي يعتقد ان الهند نشرت فيها قوات". توتر العلاقات وفي اعقاب الهجمات التي تعرضت لها مومباي، اتهمت الهند رسميا عناصر في باكستان بتخطيط وتنفيذ تلك هجمات. كما قامت وزارة الخارجية الهندية باستدعاء السفير الباكستاني في نيودلهي شهيد مالك وأبلغته رسميا احتجاج الهند على ما وصفته بفشل السلطات الباكستانية في السيطرة على الجماعات المسلحة في الأراضي الباكستانية. وطالب بيان للخارجية الهندية حكومة باكستان بالتحرك ضد العناصر المسؤولة عن هذا العمل. الا ان الحكومة الباكستانية رفضت تلك الاتهامات وطالب نيو دلهي بتقديم الاثباتات التي تفيد بأن المهاجمين باكستانيون.
