أعلنت الهند، اليوم حال الانذار القصوى في مطاراتها الرئيسية بعد تلقي تحذيرات من احتمال وقوع هجمات بواسطة طائرات مخطوفة. وأفاد المسؤولون ان حال الانذار اعلنت بعدما امر وزير الدفاع ا.ك. انتوني القوات المسلحة بالتأهب لمواجهة "اي ضربات ارهابية جوية". وقال قائد سلاح الجو الماريشال فالي ميجور للصحافيين ان "الامر يستند الى تحذير تلقته الحكومة واننا مستعدون كالعادة". وشمل الانذار كل المطارات الكبرى في البلاد، بما فيها مطارات نيودلهي وبنغالور ومومباي وكالكاتا. وذكرت قناة نيودلهي التلفزيونية (ان دي تي في)، أن التشديد صدر بعدما تلقى مكتب الطيران المدني تحذيراً بريدياً، من أن جماعات مسلحة ربما تقوم باختطاف طائرة السبت المقبل، في 6 ديسمبر الجاري. وعادة ما يتم وضع المنشآت الحكومية الكبرى في مختلف أنحاء الهند في حالة تأهب في 6 ديسمبر، الذي يوافق ذكرى هدم متعصبين هندوس عام 1992 مسجد بابري بمدينة أيوديا في شمال البلاد. وتسبب هدم هذا المسجد في اندلاع موجة من العنف الطائفي في مختلف أنحاء البلاد قتل فيها أكثر من ألف شخص. وشهدت الهند عام 2008 زيادة في الهجمات الارهابية بينها سلسلة من الهجمات التي استهدفت مدن كبرى مثل عاصمة ولاية راجاستان جايبور، وأحمد أباد في ولاية جوجارات وجواهاتي بولاية آسام الشمالية الشرقية. ولقي أكثر من 400 شخص حتفهم في هذه الهجمات. وجاء هذا التحذير في أعقاب الهجمات الارهابية التي شهدتها مدينة مومباي، العاصمة الاقتصادية للهند الاسبوع الماضي، والتي أودت بحياة أكثر من 170 شخصا. وهي الهجمات التي أدت إلى توتر العلاقات بين الهندوباكستان، على خلفية اتهامات هندية لاسلاميين تقول إنهم قدموا من باكستان، بتنفيذها. ودفع التوتر المتجدد بين البلدين بوزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس إلى زيارة اسلام آباد، الخميس، لحض مسؤوليها على التعاون في التحقيقات حول التفجيرات. وحطت طائرة الوزيرة الامريكية صباحا في قاعدة "شاكلالا" الجوية العسكرية في العاصمة، آتية من نيودلهي حيث بدأت الاربعاء مهمة عاجلة للمساعدة على ايجاد حل للازمة بين البلدين. وقال وزير الخارجية الهندي براناب مخرجي الاربعاء لرايس "ما من شك ان الارهابيين اتوا من باكستان وان من اصدروا لهم الاوامر موجودون في باكستان". لكن رايس أكدت للصحافيين الذين كانوا يرافقونها في الرحلة من نيودلهي الى اسلام اباد "انني متوجهة الى باكستان للتحدث مع سلطاتها بشأن ردها" على طلبات الهند "وليس لنقل رسالة ما" من الهند. وذلك بعدما اعتبرت أن على باكستان "التحرك بشكل عاجل وحازم والتعاون بشكل كامل وبشفافية". والتقت رايس فور وصولها الجنرال اشفق كياني رئيس اركان الجيش على ان تلتقي بعدها رئيس الوزراء رضا يوسف جيلاني ثم الرئيس آصف علي زرداري. ب وطلبت الهند من باكستان تسليمها نحو عشرين ارهابيا مفترضا، رغم أن السلطات الباكستانية، لا تنفك تؤكد عدم ضلوعها في الهجمات، مشددة على انه في حال قدمت الهند الدليل على ان المسؤولين عنها موجودون في باكستان فإن اسلام اباد مستعدة لبذل كل ما في امكانها لتوقيفهم ومحاكمتهم. وخاضت الهندوباكستان ثلاث حروب منذ نيل استقلالهما العام 1947, واوشك نزاع رابع ان يندلع بينهما العام 2001 بعد اعتداء استهدف البرلمان الهندي ونسب الى حركة عسكر الطيبة الاسلامية المتمركزة في باكستان. وتوجه الهند اصابع الاتهام بشكل شبه تلقائي كلما استهدفها اعتداء الى باكستان، وتحديدا الى اجهزة استخباراتها الواسعة النفوذ التي تتهمها بمساعدة او تحريك المجموعات الاسلامية المتطرفة التي تنشط تحت شعار المطالبة باستقلال كشمير الهندية او احتجاجا على "الاضطهادات" التي تتعرض لها على حد قولها الاقلية المسلمة في الهند.