تريم هي عمق حضرموت وفنار لعموم العالم الإسلامي و في حقيقة الأمر هي عاصمة له منذ مئات السنين واليوم و لاختيارها عاصمة للعالم الإسلامي للعام 1431 هجرية 2010 م , من قبل منظمة التربية و الثقافة و العلوم الإسلامية (الإيسسكو) , فاليمن بأسره وحضرموت على وجه الخصوص تعيش حالة دائبة على مدار الساعة فكل في مجال مهنته أو عمله يعيش حالة تسابق و إستنفار لإظهار تريم في أروع وأجمل صورها , وقد كان لمركز ابن عبيدالله السقاف لخدمة التراث والمجتمع بمدينة سيؤون جهد متميز في هذا الشأن حيث استضاف أكبر عدد من الفعاليات المرتبطة بهذه المناسبة حتى حينه كان أخرها محاضرة امس بعنوان مهام وأدوار المجتمع في إنجاح تريم عاصمة للثقافة الإسلامية ألقاها الدكتور عبدالله بن محمد بن شهاب أستاذ اللغة العربية بكلية التربية بسيؤون جامعة حضرموت وخطيب جامع التوفيق بتريم , وأدارها الأستاذ الدكتور محمد عاشور الكثيري عميد كلية العلوم بذات الجامعة . وقد تنقل المحاضر بين محاور المحاضرة و ركز على ضرورة التعريف بالثقافة الإسلامية و على أهمية تطبيقها في واقع الحياة اليومية والتعامل بها كم دأب عليها أهل خاصة مع ضيوف تريم وكذا التأسي بمنهج مدرسة حضرموت التي حققت الأمن والاستقرار والغذاء الروحي للقلوب السليمة و التي بشعاع نورها نعمت شعوب شتى في أطراف الأرض وأوساطها بما نعمت به تريم , كما ذكر جملة من التحديات التي يفترض أن تؤخذ في الحسبان وكذا أهمية مواجهتها و سبل التعامل معها في عصر يختلف عن ما سلف من العصور , ولم يغب عن الدكتور ابن شهاب أهمية دور الأسرة في تهيئة الأجواء وتكريس هذه الثقافة التي نشرها المهاجرين الحضارمة بين أبناء عموم المسلمين في أرجاء العالم , وقد غلبت على المحاضر نبرة مخاطبته لعموم المسلمين وليس أبناء تريم فحسب باعتبارها عاصمة لهم . المحاضرة سادتها أجواء علمية و اجتماعية في غمرة وجدانية وتفاعل كبير أثريت و ارتفعت به عدد المداخلات والتعقيبات من قبل من رواد المركز و كبار المسئولين و ممثلي كبرى وكالات الأنباء العالمية كرويتر وفرانس برس وقناة السعيدة وغيرها .
