أهدي هذه الأبيات لأخي الحبيب و زميل دراستى الدكتور محمد أحمد الشقاع و أخي الحبيب و وزميل دراستي في جامعة الخرطوم (الشاعر السوماني أو السوداني اليماني) دكتور نزار محمد غانم . حقيقة أنا لم أتشرف بزيارة اليمن الحبيب و لكنني عشت ُ ذلك حُلماً رائعاً. أذكر حين اندلعت الحرب بين شطريها في بواكير التسعينيات من القرن الماضي أصابني الأرق و الحزن و الإشفاق على وحدة شعبها الأبي الكريم شمالا و جنوبا فأنا إنسان وحدوي لا يتمنّى لأمته أن تتفرق و تتشظى أكثر مما هي فيه. و أنا على ذلكم الحال وفي نفس الليلة زارني طيف الحبيبة (اليمن). رأيت أنني أهبط على ربوة خضراء يهمي عليها الندى والرذاذ. سألتُ: أين أنا؟ فجاءني هاتف مجيب: أنت في صنعاء اليمن السعيد أنت في حضرموت أنت في عدن الشموخ و الكبرياء.. فصحوت و أنا أتهلل فرحاً لأنشد بعدها : هي لوحتي وأنا نسجتُ خيالها و إذا بها تُلقي عليّ ظِلالها وتضمُّني في فرحةٍ قُدسِيّةٍ لأصُوغ من نبْض الجنوب شِمالها هي وحدها اليمنُ التي يا فرحتي جاءت تسابِق في العُلُوِّ جبالها هي دُرّة ٌفي تاج ِعزّتنا و قد صعُب المنال لمن أراد منالها رفعتْ لواءاتِ السلام و رفرفت في موكب حشدت له أبطالها هو موكب الشعب الأبيّ و لم تزلْ هي قلعة ُالحق ِّالمبين و يالها من جنةٍ و الشعرُ يجري تحتها نهراً و إنيِّ قد رشفتُ زُلالها فكأنّما داوُود جاء مُغرِّداً و كأنّ بلقيساً تُدِيرُ خيالها في روضةٍ اُنُفٍ تغنّى طيْرُها فوق الغُصُون ِبنشوة فأمالها وسقت خُدُود الزهر منها غيْمة ٌ هزّ الصّبا بجناحه أرتالها فتوضّأت من مائها قممُ النُّهى واستقبلت قِيعانُها شلالها ياسدّ مأرب أنت رمزُ حضارةٍ واجهْت من حربِ القُرون سِجالها لتعيد مجداً للعروبةِ ضائعاً إنّ العرُوبة جرجرت أذيالها وعلى مشارف مُقلتيْها دمعة ٌ من حا ل حاضرها التي يُرْثى لها هي أمة في الدّرب حار دلُيلها مُذ ْ قطّعتْ بيمينها أوصالها خُلعتِ ثيابُ العِزّ منها وارتدت مقهُورةً من ذ ُلِّها أسمالها وإذا بشمس ٍ للعروبةِ أطلقتْ صُبحاً يمانياً و جاء خِلالها بطلُ الجنوب الحرِّ يذخرُ بالنّدى صوب الشمال معانقا رئبالها تركا الصغائر جُملة فتوحّدت يمنُ الإباء و شارفت آمالها الله أكبرُ يا لها من بقعة لا تقبل التقسيم مهما نالها من فتنةٍ كادت تُطلُّ برأسها ترمي هناك عِصِيّها و حِبا لها الله أكبرُ يا لها من بقعةٍ نهضتْ توحِّد فكرها و رجا لها بُشْرى لها بمحمدٍ و لوائِه و بدولةِ التوحيدِ يا بُشْرى لها... *********** قديما جاء في الأثر أن الإيمان يماني و أن الحكمة يمانية لذلك نتمنى أن يظل هذا الأثر باقياً و تظل اليمن واحدة بشعبها و ترابها و أن يترفع الجميع عن الصغائر فاليمن بوحدتها كبيرة و قوية وفي قوتها قوة لنا جميعا بإذن الله. حقيقة أنا لا أقف مع طرف ضد الآخرو لا أؤمن بكلمة (شطر) فهي تعني عندي الإنقسام و التشتت و ذهاب الريح.. حفظ الله اليمن و أهلها جميعا و أدام عليهم نعمة التماسك و الترابط و الى الأمام ونحن معكم.. *سوداني طالب دراسات عليا..ماليزيا