لايبدو أن عشرة أيام كانت كافية لتحديد وثبات أحزاب المشترك ( تحالف معارض في اليمن) على موقف واضح من مبادرة رئيس الجمهورية المعلنة في ال 2 فبراير الجاري أمام مجلسي النواب والشورى والتي حظيت بتأييد محلي وإقليمي واسع وتجاوزت بكثير قضايا الاتفاقات الموقعة بين المؤتمر والمشترك ، وتضمنت تجميدا للتعديلات الدستورية ،وفتح سجل الناخبين ،واستئناف اللجنة الرباعية حوارها، ورفضا قاطعا لاسطوانة التوريث فبعد ساعات من إعلان أحزاب المشترك يوم الأحد (13فبراير) -في مؤتمر صحافي وبيان مكون من 7 صفحات - ترحيبها أو قبولها بمبادرة رئيس الجمهورية ،وقيل في رواية دقيقة ترحيبها بما جاء في خطاب رئيس الجمهورية .. اتضح أن المشترك لم يرحب ، ولم يقبل ،ولم يرفض ،وأن جميع القنوات الفضائية ووكالات الانباء ، والصحف المحلية والخارجية والمواقع الإخبارية قامت باجتزاء (بيان المشترك في المؤتمر الصحفي دون التدقيق بمضمونه ومحتواه ).!. هكذا قال بيان توضيحي لاحق صدر عن المشترك مساء ذات اليوم أعرب فيه مصدر مسئول في المجلس الأعلى لأحزاب اللقاء المشترك عن أسفه لاجتزاء بعض وسائل الإعلام بما جاء في بيان المشترك وشركائه الذي تم الإعلان عنه في مؤتمر صحفي ، وللتدقيق في معنى المؤتمر الصحفي فانه يعني قاعة مكتظة بالصحفيين .! وخلافاً لما جاء في بيان المشترك (صباحاً) من قول " بأنهم لايرفضون ما ورد في خطاب رئيس الجمهورية يوم 2 فبراير " واقتراح المشترك وشركائه مسودة لمحضر من 8 فقرات تفرعت منها 10 فقرات تفصيلية" يحدد أطر وخطوات السير بعملية الحوار الوطني الشامل حتى بلوغه الأهداف المرجوة منه دونما توقف" وتأكيد المشترك استعداده التوقيع على المحضر خلال هذا الأسبوع(الماضي) ..خلافاً لهذا كله.. أوضح مصدر المشترك المسئول (مساءً) أن المشترك :(لم يرحب بما أسمي مبادرة من قبل رئيس الجمهورية، وإنما نظر إليها كأفكار عاااااامة..)، وهناك فرق بين النظر إلى الشيء، والترحيب به.. وليست المبادرة كالأفكار..مثلما هو الفرق شاسع وبين بين (التشاور والتواصل والحوار..)، على مذهب الأستاذ عبدالوهاب الآنسي عضو المجلس الأعلى للمشترك وأمين عام التجمع اليمني للإصلاح ، ليسمع في الاثناء صوت قيادي اخر في المشترك هو الاستاذ حسن زيد – امين الحق-صادحا على منبر(التغييرنت) اليوم التالي : ياقوم ان مادعانا اليه الرئيس (ليست مبادرة )ولا أفكارا كما تزعمون ، بل (كلمة خطاب)..!! وليس كافياً لتسمية كافة الأطراف المشاركة في الحوار بمافيهم (الحراك- الحوثي- معارضة الخارج) القول المؤتمر وحلفائه والمشترك وشركائه ليكون الحوار وطنياً شاملاً لايستثني احد..فهذا بيان المشترك (مساء )يرى في خلوة المؤتمر بالمشترك في حوار ثنائي منكراً استوجب تأكيد مسئول المشترك" رفض اللقاء المشترك وشركائه الحوار الثنائي" واعتبار الحديث عن العودة للحوار خطيئة وقفزا على واقع الحال " لأن الحوار لم يبدأ في الأساس حتى يعود المشترك إليه " وقيل "حتى يعدو" (وهو خطأ مطبعي يشير الى الاستعجال). وخلافاً لما تضمنه بيان المشترك (صباحاً )والذي حدد فيه مهام "مؤتمر الحوار الوطني" والتي منها البت النهائي في برنامج الإصلاح الشامل، كما حدد فيه مهام "حكومة الوفاق الوطني" ومهام اللجنة العليا للانتخابات قبل الاستفتاء على التعديلات الدستورية وبعدها، أوضح بيان المشترك (مساءً )أن بيان اللقاء المشترك (صباحاً) اشتمل على (رؤية منهجية لقضية التغيير السياسي) منطلقة من 6 فقرات مساوية لعدد أحزاب اللقاء المشترك، نسي مشترك المساء الإشارة في رؤيته هذه إلى وسيلة التغيير السياسي المنشود، وكأنه بذلك تذكر على عجالة طلباً معلقاً لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون حينما بدى لها اختلافهم طاغيا على أحقية الحديث في اللقاء المشهور فجاء سؤالها عن الرؤية الموحدة لقضية التغيير..! في بيان المشترك (صباحاً )أبدى المشترك حرصاً على عدم التلاعب بوقت الحوار باعتباره الوسيلة المثلى والآمنة ومن أجل الإصلاح الشامل.. لكن بيان المشترك (مساءً )يوجب أن يتجه الحوار نحو تغيير النظام السياسي، وهي مسألة يجب أن تشترك فيها كافة فعاليات المجتمع، وأن الشعب اليوم لابد أن يكون حاضراً في هذا الحوار، وأن المجتمع – والحديث لمشترك المساء-كله يجب أن يتحمل كلفة السير في طريق التغيير، وأن هذه المسألة لاتقررها بعض الأحزاب نيابة عن المجتمع) ..لأن بعض الأحزاب هذه معنية فقط بمصادرة حق المجتمع الدستوري والقانوني ،فقضية الانتخابات (مثلا)كحق للشعب في اختيار ممثليهم في مجلس النواب مسألة تقررها بعض الأحزاب نيابة عن المجتمع ،وبعض الاحزاب هذه تجيز بالامس(التمديد الثنائي) نيابة عن الشعب.!! وترفض اليوم (الحوار الثاني) رغم الاتفاق على حضور جميع الاطراف في صيغة (الحلفاء والشركاء) .!!