وجه الدكتور احمد عبيد بن دغر وزير الاتصالات وتقنية المعلومات العاملين في الشركة اليمنية للاتصالات الدولية (تيليمن) بضرورة مضاعفة الجهود في المسارين التوعوي والفني فيما يتعلق بمكافحة والحد من الظاهرة العالمية المتمثلة بتهريب المكالمات الدولية التي تؤثر سلباً على جودة الاتصالات الدولية وتمثل خطراً حقيقا على الاقتصاد الوطني وسمعة البلد. جاء ذلك خلال زيارة الوزير بن دغر التفقدية التجهيزات الفنية التابعة لشركة "تيليمن" في الجراف في العاصمة صنعاء اليوم . وعلى مدى السنوات الماضية تكبد الاقتصاد الوطني خسائر فادحة جراء تفاقم ظاهرة تهريب المكالمات الدولية من "تيليمن " التي تعد الشركة الأولي للاتصالات الدولية ، تنامت في الآونة الأخيرة القرصنة الإلكترونية في اليمن بصورة مضطردة حيث كشفت مصادر مطلعة أن الخسائر اليومية الناتجة عن تهريب المكالمات الدولية تصل إلى 50 ألف دولار يوميا وهو ما يعني أن الخسائر الشهرية لشركة الاتصالات الدولية في اليمن تبلغ مليوناً ونصف دولار شهريا، وأفادت مصادر مطلعة للوسط الاقتصادي أن مليون دقيقة يتم تهريبها بصورة شبه يومية في اليمن عبر العديد من شركات الاتصالات ولفت المصدر إلى القول إن ظاهرة تهريب المكالمات الدولية في اليمن بدأت منذ عام 98م وكانت تدريجيا من 200 ألف دقيقة في اليوم إلى مليون و70 ألف دقيقة عام 2003م وهذا ما كبد الاتصالات اليمنية ملايين الدولارات، وأكد المصدر تزامن عملية تهريب المكالمات الدولية مع شرائح الهاتف النقال واستخدامه بصورة واسعة. وكانت الظاهرة قد حظيت باعتراف وزير الاتصالات السابق مطلع العام 2010م عقب إلقاء القبض على شبكة تهريب الاتصالات الدولية من اليمن في أحد أحياء العاصمة صنعاء وذكرت الأجهزة الأمنية حينها مصادرة عدد 10 أجهزة خازن UPS و12 جهاز دوترات وسوتشات خاصة بشرائح الاتصالات المختلفة GSM وبطاريات كهربائية وخازنات وكابلات توصيل كهرباء استخدمت لتحويل وتهريب المكالمات الدولية من وإلى اليمن وبموجب محاضر التحقيق فإن العائد المادي لمهربي المكالمات الدولية بلغ 82 مليون ريال في 12 يوما، حيث يتم بيع الدقيقة الواحدة اتصال دولي بمبلغ 50 إلى 20 ريالاً يمنياً بنسبة انخفاض 80% عن التكلفة الرسمية للدقيقة ، مصدر تقني كشف "للاقتصاد نيوز " فشب الإجراءات التقنية التي سبق للشركة ان قامت بها خلال السنوات الماضية ولم يستبعد المصدر وجود تواظؤ من الشركة نفسها حيث أشار في تصريحه "للاقتصاد نيوز "ان الى توفر عدة تقنيات في العاصمة تستخدم في تهريب المكالمات الدولية مثل VOIP وأجهزة VSAT وأجهزة cell roat وأجهزة لينك ولينك ليس وأجهزة سبت أي. بي. تهريب المكالمات الدولية اتسعت خلال السنوات الماضية إلى شركات الاتصالات الخاصة، حيث انتقلت الظاهرة إلى شركات GSM وهي سبأ فون وmtn والتي تتعرض لعملية قرصنة غير محدودة ويحيطها الغموض، حيث شكا عدد من عملاء شركتي سبأ فون وmtn تلقيهم رسائل خادعة من أرقام دولية غير معروفة بالإضافة إلى أن بعض الرسائل تسحب الرصيد حسب تأكيد عدد من المواطنين مما حدا بالشركتين إلى إرسال رسائل تحذيرية لعملائها من تلك الرسائل، وفي سياق متصل فشلت شركة فرانس تيلكوم الفرنسية في تحقيق أهداف الحكومة المتمثلة في رفع إيرادات شركة تيليمن وأفادت المصادر أن المشغل الدولي للاتصالات الدولية شركة "فرانس تيلكوم" التي تم التعاقد معها لتشغيل شركة تيليمن اليمنية التابعة للحكومة اليمنية في يناير 2004م لمدة أربع سنوات انتهت في ديسمبر 2008م وتم التمديد للشركة المشغل عامين حتى نهاية الشهر الجاري 2010م. وتؤكد المعلومات التي حصل عليها" الاقتصاد نيوز " أن قراصنة الاتصالات الدولية حالوا دون نجاح المشغل الدولي للشركة ونتيجة لفشل الشركة الناجم عن نمو ظاهرة تهريب المكالمات الدولية رفضت الشركة الفرنسية تجديد عقدها مع الحكومة اليمنية واتهمت مسئولين يمنيين بالتعاون مع عصابات تهريب المكالمات الدولية نهاية 2010م وتشير التوقعات إلى أن الخسائر السنوية التي يتكبدها قطاع الاتصالات الدولية في اليمن عبر شركات الهاتف بكافة الأنظمة العاملة تبلغ 3 ملايين دولار شهريا. وكانت الخسائر الحكومية التي تكبدها قطاع الاتصالات قد بلغ العام 2008م قرابة ال13 مليون دولار حسب تقرير حكومي. ولا تزال الخسائر الحقيقية غامضة إلى اليوم في ظل النمو المخيف للظاهرة.