تعثرت عملية إطلاق سراح نائب القنصل السعودي، عبد الله الخالدي، المختطف منذ أكثر من 4 أشهر لدى تنظيم القاعدة. وقالت ل "الشارع" مصادر قبلية كانت ناشطة ضمن وساطة الإفراج إن عملية الإفراج تعثرت في اللحظات الأخيرة بسبب مطالبة تنظيم القاعدة بمضاعفة مبلغ الفدية من 10 إلى 20 مليون دولار. وأوضحت المصادر أن "القاعدة" كان يطالب بمائة وخمسين مليون ريال سعودي كفدية مقابل الإفراج عن الخالدي، فيما عرضت السلطات اليمنية دفع 10 ملايين دولار وقبل التنظيم بذلك غير أنه تراجع وطلب مضاعفة المبلغ. وأكدت المصادر أن الوساطة كانت حققت نجاحاً كبيراً، تم بموجبه نقل الخالدي من "وادي ضيقة"، التابع ل"مديرية المحفد"، إلى منطقة "النقبة"، التابعة لشبوة، والقريبة من "المحفد"، التابعة لأبين، وأنه تم نقل الخالدي، مساء أمس الأول، إلى منطقة شقرة، التي تم الاتفاق عليها كمكان للتسليم. وقالت المصادر إنه كان يفترض أن يتم، بعد ذلك، نقل الخالدي إلى مديرية "الوضيع" ثم، على متن طائرة عسكرية، إلى صنعاء. وقالت المصادر: "لكن تم الاختلاف في اللحظات الأخيرة حيث طلب عناصر القاعدة مضاعفة مبلغ الفدية إلى 20 مليون دولار، رغم أنه سبق الاتفاق على دفع 10 ملايين دولار فقط، وجراء ذلك تعثرت عملية الإفراج، وتمت العودة بالخالدي إلى مكان احتجازه، وهو مكان مجهول". وقال ل "الشارع" مصدر مقرب من تنظيم القاعدة: "عناصر جماعة أنصار الشريعة (التابعة للتنظيم) إذا اتفقوا على أمر لا ينقضونه أبداً، فالاتفاق كان من قبل على دفع 150 مليون ريال سعودي، أو ما يعادلها (40 مليون دولار)، كفدية، وتم تخفيض المبلغ بعد تدخل الوساطات إلى 20 مليون دولار ولكن الوسطاء لم يوضحوا هذا لعناصر الشريعة وهذا المبلغ كانت الحكومة السعودية مستعدة لدفعه بدون أن تطلق سراح السجينات الذي كان يطالب التنظيم بالإفراج عنهن، وجراء إطلاق السجينات ثم تخفيض المبلغ تقديراً لبعض الوسطاء الذين كانوا يصرون على تخفيض المبلغ إلى 10 ملايين دولار، إضافة إلى دفع مليون دولار للوسطاء، ولكن عناصر الشريعة لم يوافقوا، وكان الاتفاق بينهم وبين الوسطاء على أن تدفع الحكومة اليمنية 10 ملايين دولار، والحكومة السعودية 10 ملايين دولار أخرى، ولكن فوجئ عناصر الشريعة بأن ما تم هو محاولة لخديعتهم ما تسبب في تعثر عملية الإفراج عن الخالدي". وأمس؛ اعتبر السكرتير الصحفي لرئيس الجمهورية، عبد ربه منصور هادي، لصحيفة "الشرق الأوسط" ما نشر في وسائل الإعلام عن عملية الإفراج عن الخالدي "خالياً من الصحة، وأن الغرض منه كان تشويه زيارة الرئيس هادي المرتقبة إلى السعودية". وأوضح السكرتير الصحفي أن نجل الرئيس هادي، الذي تم ذكره في وسائل الإعلام، لم يكن له علاقة لا من قريب ولا من بعيد في التفاوض مع "القاعدة" من أجل إطلاق سراح الخالدي. وكان تنظيم القاعدة اختطف الخالدي، في 28 مارس الماضي، بالقرب من منزله في مدينة عدن. على صعيد متصل؛ جددت الرهينة السويسرية، سلفيا إبراهرت، المخطوفة لدى تنظيم القاعدة، دعوتها المجلس الفدرالي (حكومة سويسرا) إلى مساعدتها على إطلاق سراحها. وأكدت وزارة الخارجية السويسرية وجود شريط فيديو جديد لسلفيا يثبت أنها مازالت على قيد الحياة؛ حسب ما أفادت صحيفة "ونتاغز يتونغ" السويسرية، أمس. وأوضحت الخارجية السويسرية وجود ذلك الشريط دون أن تتحدث عن مزيد من التفاصيل وذلك حفاظا على سلامة الرهينة. ويعد هذا لشريط هو الثاني دليلا على أن السويسرية على قيد الحياة بعد أن خطفها مسلحون في مارس الماضي من منزلها في محافظة الحديدة. وكانت المختطفة السويسرية قد طلبت في مايو الماضي من السلطات في بلادها مساعدتها على إطلاق سراحها، وأعلنت حينها أنها بين أيدي مقاتلي تنظيم القاعدة.