قال مساعد وزير العدل المصري لجهاز الكسب غير المشروع إن الجهاز أحال وزير الثقافة المصري الاسبق فاروق حسني الثلاثاء إلى محكمة الجنايات بتهمة الكسب غير المشروع. وسيحاكم فاروق حسني الذي ظل وزيرا للثقافة ما يزيد عن عشرين عاما في عهد حسني مبارك، وكان مرشحا لمنصب مدير منظمة اليونسكو، امام محكمة الجنايات بتهمة الكسب غير المشروع، بحسب ما اعلنت وسائل الاعلام الرسمية الثلاثاء. واعلن رئيس جهاز الكسب غير المشروع التابع لوزارة العدل عاصم الجوهري ان حسني احيل الى محكمة الجنايات بتهمة 'الكسب غير المشروع' بعد تحقيقات مطولة، مضيفا ان الجهاز يطالب الوزير الاسبق برد 18 مليون جنيه مصري (قرابة ثلاثة ملايين دولار). ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية عن الجوهري ان فاروق حسني 'عجز' اثناء التحقيقات عن اثبات مصدر هذه الاموال. وقال مصدر قضائي ان حسني لم يستطع اثبات مصدر تسعة ملايين جنيه وان جهاز الكسب غير المشروع يطالبه بغرامة قدرها تسعة ملايين جنيه. وظل فاروق حسني وزيرا للثقافة لمدة تزيد عن عشرين عاما في عهد مبارك الذي اطاحته ثورة شعبية في 11 شباط/فبراير 2011. وبدأت تحقيقات مع حسني فور اسقاط الرئيس السابق ووضع اسمه على قوائم الممنوعين من مغادرة البلاد الا ان اسمه رفع من هذه اللوائح بعد بضعة اشهر. وكان اسم فاروق حسني احتل عناوين الصحف بعد ان ترشح لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو وفشل في الحصول على المنصب اثر جدل واسع ثار بسبب تصريحات ادلى بها في البرلمان المصري انذاك واكد فيها انه لا توجد كتب اسرائيلية في مصر وانه 'سيحرقها بنفسه' اذا وجدت في بلده. وقال حسني انذاك ان عبارته عن 'حرق الكتب الاسرائيلية' انتزعت من سياقها ونفى ان تكون لديه اي مواقف معادية للسامية الا انه لم يفلح في اقناع العديد من الدول بموقفه. واعتبر فاروق حسني ان فشله في الفوز بمنصب مدير عام اليونسكو يرجع الى 'مؤامرة' و'ضغوط صهيونية'. غير ان مثقفين مصريين انتقدوا كذلك اداءه كوزير للثقافة معتبرين انه لم يحقق اي 'تقدم ملموس' في مجال الثقافة وان بقاءه في منصبه يرجع لعلاقته الشخصية بمبارك واسرته. وفي عهد فاروق حسني، سرقت اللوحة الاصلية لفان غوخ 'بيت الخشخاش' من احد متاحف القاهرة في العام 2010. واظهر التحقيق ان من بين 47 كاميرا مراقبة في المتحف الذي وضعت فيه اللوحة اكثر من 30 كاميرا كانت معطلة. وخاض حسني معارك عدة مع التيار الاسلامي في مصر اشهرها تصريحات اكد فيها معارضته لارتداء المرأة الحجاب واثارت ضده عاصفة من الاحتجاج من الاسلاميين. وبإحالة حسني الى محكمة الجنايات، ينضم الى قائمة طويلة من المسؤولين السابقين ورجال الاعمال المرتبطين بنظام مبارك الذين احيلوا للمحاكمة بتهم تتعلق بالفساد. ولا تزال مكافحة الفساد من المطالب الرئيسية للشباب الذين اطلقوا الثورة ضد مبارك. ومنذ الانتفاضة تقدم مصريون كثيرون ببلاغات إلى سلطات التحقيق تتهم مبارك ومسؤولين في حكومته ورجال أعمال كانوا مقربين منه بالفساد وعوقب عدد منهم بالسجن والغرامة ورد أموال إلى خزانة الدولة. ويوم الأربعاء أحال جهاز الكسب غير المشروع رئيس مجلس الشورى السابق صفوت الشريف وابنيه أشرف وإيهاب للمحاكمة قائلا إنهم حققوا كسبا غير مشروع بلغ 300 مليون جنيه خلال تقلد الشريف عددا من المناصب. ويحاكم الشريف الذي كان من أفراد الدائرة المقربة التي أحاطت بمبارك بتهم تتصل بقتل متظاهرين خلال الانتفاضة وينزل في نفس السجن الذي ينزل فيه مبارك (84 عاما) لإدانته بنفس التهم.