في تطور مهم وحساس للغاية سقط واحد من أخطر عتاولة الإرهاب ومطلوب أول على قائمة " صناع الموت"، في يد الاستخبارات اليمنية. وحصلت " المنتصف" على معلومات مؤكدة من مصادر موثوقة بسقوط رجل القاعدة الخطر للغاية والذي يوصف ب" الإرهابي المخضرم" على خلفية سجله المثقل بالجرائم والعمليات الإرهابية والأدوار المتشعبة التي لعبها ولا يزال، المدعو " نصر الآنسي" في أيدي سلطات الاستخبارات اليمنية المتخصصة. التداعيات اللاحقة برزت إلى العلن فيما الواقعة الأولى تحاط بسياج سميك وعال من التكتم الشديد، وبقي الاستنفار " غير المعلن" في صفوف قوات الفرقة الأولى مدرع من الخميس الماضي أشبه بلغز غير مفهوم لدى الغالبية. وأكدت للصحيفة مصادر وثيقة الإطلاع والصلة أن نصر الآنسي يقبع الآن في سجن جهاز الأمن القومي كغنيمة ثمينة، وألقي القبض عليه قبل أيام قلائل (نهاية الأسبوع الماضي وفقاً لما أكدته مصادر"المنتصف"). نصر الآنسي المعروف ب" الإرهابي المخضرم والخطير للغاية" اكتسب هذه الأوصاف بما ارتكب من جرائم وما نفذ من عمليات بلغت كماً هائلاً عبر العشرات " بل المئات" من العناصر الإرهابية وقنابل الموت البشرية المفخخة الذين جندهم ودربهم ونذروا أنفسهم للانفجار وتنفيذ الهجمات الإرهابية المميتة تحت رايته وطوع أمره وإشارته. Ø الصّيد الثمين ووفقاً لما تحصلت عليها " المنتصف" من بيانات وما اجتمع حتى ساعته من معلومات يعد نصر الآنسي" الصيد الثمين"، بحسابات التوقيت والظروف القائمة ومسار عمليات الحرب المفتوحة والمواجهة الشرسة مع المجموعات الإرهابية وجماعات القتل الدموية التي كثفت هجماتها ووسعت خارطة العمليات ورقعة المواجهة مع السلطات الأمنية وأجهزة الاستخبارات خلال الأشهر الماضية، كما تهدد بتصعيد الهجمات والعمليات الإرهابية وتعميم الفوضى والفلتان. غير أن هذه البيانات المهمة تتواضع أمام حيثيات وتفاصيل أهم بكثير، حيث يعد الآنسي بمثابة " الصندوق الأسود" بالنظر إلى الخبرات والمعلومات الهائلة والمهمة الذي يتوافر عليها" الإرهابي المخضرم". ولطالما اعتبر نصر الآنسي في الدوائر الأمنية والاستخباراتية الضيقة والمختصة بملاحقة ومكافحة الإرهابيين والإرهاب، الهدف الأول و" مخزوناً هائلاً للأسرار" تكفي لأن تفك شفرات لا حصر لها وتحل ألغازاً كثيرة على صلة بالأعمال الإرهابية. وتتوخى السلطات المختصة أن تصل عبر المعلومات والأسرار التي يكتنزها الآنسي إلى تفكيك شبكات إرهابية تمتد على طول البلاد وعرضها، خصوصاً التي تتكون من عناصر قام على صناعتها " عميد الإرهابيين" في مجاله نصر الآنسي. Ø اللواء يستنفر المصادر التي كشفت خبر القبض على المذكور لم تخض في التفاصيل وتحاشت التطرق إلى العملية الناجحة التي أوصلت رجال الأمن القومي إلى الهدف والإيقاع به. وعلى صلة تنقل خطوط الاتصال " طولاً وعرضاً" إفادات متواترة عن استنفار قائد الفرقة الأولى والمنطقة الشمالية الغربية أدوات الضغط بكافة أشكالها باتجاه الرئيس عبد ربه منصور هادي ليأمر بإطلاق سراح " الصندوق الأسود". وينظر إلى المدعو نصر الآنسي باعتباره من خاصة اللواء علي محسن الأحمر قائد الفرقة الأولى مدرع والمنطقة الشمالية الغربية وواحداً ضمن قلة قليلة جداً ممن اضطر اللواء الأحمر، المعروف عنه رعايته للجماعات المتشددة وتقريبه للعناصر المتطرفة، إلى استخدامهم بكثرة وائتمانهم على كثير من الأسرار والتفاصيل الداخلية تحت وصف "سري للغاية".. Ø ما وراء الأكمة وفي ملف نصر الآنسي، يرد مؤخراً انخراطه في مهمة تأليبية واسعة لاتزال طي الغموض والتكتم الأمني وإن تسرب النزر اليسير منها على هيئة تلميحات متفرقة، خلال أشهر الأزمة السياسية والاضطرابات التي شهدتها اليمن منذ مطلع العام الماضي2011م. حيث يشار إلى نصر الآنسي بالمسئولية المباشرة وراء استقطاب وحشد وتجنيد وتدريب المئات من المقاتلين والعناصر المتشددة وتأليب الإرهابيين وإرسالهم إلى محافظة أبين في الأشهر الأولى للأزمة قبل أن ينتظم هؤلاء وسابقوهم في سلك جماعة " أنصار الشريعة"، الاسم الحركي المستحدث للقاعدة والذراع العسكري للتنظيم الإرهابي، ويندفعوا إلى إسقاط المحافظة وإعلان قيام ما سمي ب" إمارة وقار الإسلامية" وتتبعها عدد من الولايات المحلية في مديريات أبين المترامية. واستطراداً يشار إلى نصر الآنسي بالمسئولية وراء الجزء الثاني والآخر من العملية حيث أرسل مجدداً، بحسب ما تتداول دوائر أمنية واستخباراتية وبعض المصادر الإعلامية وثيقة الصلة باتجاهات وملفات الحرب مع القاعدة والإرهاب، إلى أبين عقب انتخاب عبد ربه منصور هادي رئيساً توافقياً للجمهورية، لإبلاغ المجموعات المتشددة بتطبيق التحرك القادم والتكتيك. وبرز اسم نصر الآنسي خلال تلك الفترة وتداولته أوساط المقاتلين المتشددين وجماعة "أنصار الشريعة"، كما هو الحال في الأوساط المحلية ضمن دائرة بقطر أصغر، بالإشارة إلى دوره المحوري " والغامض لدى كثيرين" في تنظيم عملية الانسحاب المفاجئ والسريع من مدن ومديريات محافظة أبين وإخلاء " مركز وولايات إمارة وقار". وراجت خلال التحولات السريعة في تلك اللحظات على خلفية الانسحاب المفاجئ واختفاء المقاتلين وعناصر "أنصار الشريعة" من مديريات وعاصمة أبين روايات كثيرة ومتضاربة في محاولة لتفسير ما حدث.. إلا أن مقولة "النصر العسكري الحازم والحاسم" لوحدها لم تكن مقنعة ولاتزال كذلك حتى اللحظة لتفسير التطورات الدراماتيكية المتسارعة على الأرض. Ø ملعوب أبين وحيث يرد في رواية موازية للأولى ومتداولة على نطاق محدود نسبياً اسم " نصر الآنسي" كمهندس عرَّاب لعملية الانسحاب، يقدم المتشيعون لهذه الرواية مقاربة لما حدث لا تخل من وجاهة، وإن كان الوقت مبكراً لإثباتها بصورة حاسمة وشافية من عدمه، ومفادها أن الراعي الأكبر للعناصر المتطرفة والمقاتلين الذين تقاطروا إلى أبين وفي وقت متقارب وبصورة منظمة لجأ إلى استخدام الحيلة والتكتيك عقب انتخاب الرئيس التوافقي، وذهب إلى تقديم هدية " الانتصار العظيم" الخاطف والحاسم " أو هكذا أخرج المشهد" للرئيس هادي في مسقط رأسه ومحافظته أبين. بقية المقاربة كما ترد لدى هؤلاء أن " الجنرال قرر أن يناول هادي شيئاً ملموساً للقوة وإيصال رسائل مفادها أن ثمة من يمسك بخيوط اللعبة. في الغاية المتقدمة من وراء كل ذلك أن يتبنى فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي والجنرال "الفذ" ويقدمه للرعاة وللدول المساندة له على كونه صاحب كعب عالٍ ويد متمكنة في قمع الإرهاب دونما خسائر تذكر ! أياً تكن الرواية الصحيحة ومهما اختلفت وتباينت التفسيرات في هذه المعمعة وافرة اللغط والتجاذبات، فإن المؤكد الثابت هذه الأثناء أن تصيد نصر الآنسي جاء في توقيت بالغ الأهمية وما من شك أن تطوراً كهذا له ما بعده وقد يشكل مفترق طرق بالنسبة لكثير من الأحداث والمسارات المتقاطعة والمتوازية سياسياً وأمنياً وحتى عسكرياً. على أن النقطة الأهم " وربما أيضاً الأخطر" في سقوط " الإرهابي المخضرم" أنه غنيمة ثمينة لجهة المعلومات والأسرار والخيوط التي يمكن أن يكشفها ويعريها في التحقيقات. وليس من المبالغة القول إن نصر الآنسي يوفر إفادات باهظة الأهمية والقيمة تتطرق إلى كشف "ثلاثة أرباع أسرار لعبة الإرهاب المميت والخطرة في اليمن" بدءاً من جولاته الأولى ضد الأجانب والأمركيين على وجه الخصوص، مروراً ببقية المراحل والجولات. وقد يفيد هذا أيضاً في تحجيم جولات قادمة ومنع الكثير من الأضرار والأخطار طي العنف المتحفز تماماً.. · صحيفة المنتصف