قام حلف قبائل حضرموت ليضع حدا لسلسلة من المظالم والإنتهاكات تعرضت لها حضرموت ليشكل كيان شامل جامع لجميع أبناء حضرموت في مواجهة قوى الطغيان والظلم ولم تكن من مطالب الحلف (التحكيم القبلي) مع أنه حلف قبلي , وهذا يدل دلالة واضحة على مدى السلوك الحضرمي المتحضر والهدف الواضح والمحدد الذي كان ينادي به . وطوال الفترة التي مرت منذ إعلان الهبة لم تتجاوب الدولة لتلك المطالب المشروعة بصورة ملموسة وواقعية بل وحاولت بالترهيب تارة والترغيب تارة أخرى إستعادة السيطرة على انابيب النفط التي تعرضت للإيقاف اكثر من مرة بسبب الحصار القبلي المفروض على الشركات وبدلا من البدء في تحقيق مطالبهم بطريقة شرعية وقانونية سعت الدولة لحمل الحلف على القبول بالتحكيم ليس لرغبة منها في وضع إلتزامات وأعباء إضافية على كاهل الدولة في سبيل تحقيق مطالب مشروعة. بل لأن التحكيم هو الحل المناسب من وجهة منظورها القبلي والمتخلف الذي سيغنيها عن إحداث تغييرات جذرية . إن قبول التحكيم _من وجهة نظر الدولة _ هو بمثابة نهاية الأزمة فالدولة لن تلتزم بتنفذ مطالب الحلف كاملة وبحسب العرف القبلي فإن ( العدايل ) المقدمة ستصبح من نصيب الحلف . وبهذا تكون قد حلت هذه الأزمة … فلو كانت لدى الدولة النية الصادقة لتحقيق المطالب لرأينا على الواقع تحركات ملموسة وحقيقية في هذا الإتجاه ولكن للأسف ليس لديها تلك الرغبة أوبعبارة أخرى غير قادرة على تنفيذ تلك المطالب .. نأمل أن يكون قبول الحلف بمبدأ الحكم القبلي والحكم الذي سيصدر عنه لاحقاً في سياق التأسيس لمرجعية حضرمية أظهرت المجريات السابقة الضرورة القصوى لتواجدها . على الحلف أن لايتراجع مطلقا عن مطالبه المشروعه التي أجمع عليها كل أبناء حضرموت والتي أكد عليها في بيانه الاخير و الإستفادة من مجريات الأحداث والإمكانيات المتوفرة في تعزيز وتقوية مكانة الحلف في كل أراضي حضرموت يجب أن لاينتهي دور الحلف هنا ..بل يستمر ويتأطر بصورة أكثر تناغما مع كافة شرائح المجتمع الحضرمي فنحن في أشد الحاجة لمرجعية توحد الصف الحضرمي وتقوده في ظل هذه الظروف العصيبة التي يمر بها البلد. حلف قبائل حضرموت أعاد لأبناء حضرموت بعضا من العزة والكرامة التي أفتقدوها لسنين طولية و بعث الأمل مجددا في نفوس كل أبناء حضرموت الطامحين إلى حياة يسودها العدل والأمن والأمان . تحية لكل رجال الحلف الشرفاء الذين قدموا كل مالديهم خدمة لأبناء حضرموت تحية لقبيلة الحموم وفي مقدمتهم الشيخ الشهيد سعد بن حبريش رحمه الله .